سعد بن عبدالقادر القويعي
تعالت أصوات الفرح بوطن الأمن، والأمان، والعزة، والإباء، والشموخ، إما بحضنه الدافئ، أو بملاذه الآمن؛ تحقيقًا لمعنى الاستخلاف، وعمارتها على هدى، وبصيرة؛ إذ لا شيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن، فبره من أكمل صور البر، ومن أرفع معاني الوفاء؛ كونها الأرض التي نعشقها لدرجة الولاء المطلق له، ولولاة أمره؛ ولنرسم خطاً من لوحة تصدر ألواناً تشدو بحب السعودية، حين ضرب لنا مثالاً يُحتذى به في التعايش، وقدّم رسالة إنسانية للعالم في التعبير عن وطن منفتح لكل الثقافات، والحضارات.
وطن شامخ، وحُق له الشموخ، تسكن له النفوس طربا، وتهواه القلوب عشقا، فاسمه عز، وذكره مجد. والله نحمده -جلّ في علاه- على كل الأحوال، وفي كل الظروف، ونحن نرى ما يجري في العالم من حولنا بين حروب، وكوارث، ورائحة موت، وتشرد، ونحن نتقلب بين طمأنينة، وفرح، وانتصار، وتجسيد لوحدة الوطنية، وحفاظ على منجزات وطن، والتزام بمزيد من تكريس الجهود؛ لتحقيق التنمية على اختلاف درجاتها، وفي كل بقاع الأرض، وما ذاك إلا لأن صدق الرجال المخلصين ثباتٌ في أوله، ويقين الأمانة في منتهاه.
كل عام يا وطني، والأمنيات تسبقنا، والأمل يحدونا بما هو آت بالوحدة، والسلام في ربيع دائم -بمشيئة الله-، وقيادتنا، وشعبنا يرفل بالأمن، والأمان، والازدهار، والسعادة. وكل عام، وأنت يا وطني الأوسع مدى في عيوننا، والأعمق حباً في قلوبنا، والأكبر قدراً في نظرنا، بما لهذا الوطن من خصائص، وميزات، وما حباه الله به من خيرات، ببركة هذا الحكم الراشد، والدولة الميمونة.
وفاءً، وحبًا.. سنضرب المثل الرفيع في إجلال وطننا، والغيرة عليه، وسنستمد قوتنا من الله، ثم برسوخ مبادئ عقيدتنا السمحة، وقيادتنا الحكيمة، وسنتغنى بحب الوطن، وننسج أهازيج الشعر بالولاء، والانتماء، وذلك بسرد تلك العلاقة الأزلية بمعايير العطاء البشري، -سواء- بشرف الانتماء إليه، أو العمل من أجل رقيه، وتقدمه، ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته؛ إذ من أسس الإنسانية، وواجباتها: التضحية بالروح من أجل أمنها، وأمانها، ومن دون قيمة الانتماء، لن يتحقق شيء من ذلك على الإطلاق.
أيها الوطن المستوطن في القلوب، والمترامي الأطراف تحت راية التوحيد، الذي سيدفعنا صوته العالي يرفرف على الصاري؛ لنرفع رؤوسنا، ونحتفي بك أنشودة، ووتراً يعزف لك أحلى الأماني، وأنقى الدعاء، ويسكب في دواليك ماء النقاء، ودماء الفداء لثراك؛ وليصبح بشرى من تباشير أنقى ملامح العشق، بما من الله به علينا من نعم عظيمة، تحقق بها الأمن بمعناه الشمولي، وكمال النعمة بالتمكين، والاستخلاف في الأرض.