أمل بنت فهد
القائد الذي يدرك الواقع كما هو دون ضبابية الماضي وتزييفه، ويعرف الحاضر بكل تحدياته، وعثراته، وأخطاره، يمكنه أن يشق طريقاً إلى المستقبل، ويأخذ معه شعباً كاملاً، بل شعوباً.
وفي كل مرة تسمع أو تقرأ حديثاً لسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تتأكد أن عقلية القائد تتحدث، ومهما كان السؤال صادماً، أو مباغتاً، أو محرجاً، فإنه يرد، يعلّق، يطمئن، يوضح، يعترف، واقعيته تحكي الكثير عن المقاصد المشرعة، مقاصد واضحة، لذا لا يمكن أن يتعثر بسؤال غير متوقّع، إنه الوضوح الذي يثبت الحقائق في مكانها، ولا يترك مجالاً للتأويل، أو التشكيك، أو التزييف.
إنه وفريقه الذي يفخر به، ونحن بدورنا نفاخر بهم، يدرك الخطر الداخلي، والخارجي، ويعمل على دحرهما معاً، والتصدي لهما، ورغم فوضى المرحلة التي تعصف بالشرق الأوسط، وبالعالم أجمع، إلا أنها أي الأخطار لم تشغله عن اقتناص الفرص الاقتصادية.
يغلب على الإنسان الطموح، الاندفاع لتصويب النتيجة، والتخلّص من الماضي بعلاته، لكن مع الأمير الوضع مختلف، إنه الطموح الناضج، طموح يبدأ من فهم دور الماضي في تدهور أو تطور الحاضر، ليكون التغيير امتداداً طبيعياً وليس ثورياً، لأن التدهور يقوم أساساً على مبدأ الفكرة وزرعها، ليتبعها السلوك، والفكرة تقارع بالحجة، وفكرة أخرى تسحقها، لذا فإن التغيير القائم على تحدي الأفكار الدخيلة، هو التغيير الذي يمكنه أن يقاوم فداحة الإيمان الفاسد بالأشخاص، أو المعتقدات، لذا بدأت تترنح الجماعات الدموية، والإرهابية، بدأت عروشها تهتز، وبات سقوطهم عنها قريباً.
الصدق لا قيمة له دون فهم وشجاعة، وحين تجتمع مع خطة صريحة فإن الإيمان يفرض نفسه، لذا تسمع وتلاحظ كيف يُتداول حديث الأمير بين الناس، إنه يترك ذات الأثر، دهشة، وفخر، إنه فعلياً يضخ في الشباب الطموح، إنه بات قدوة كانت غائبة عن الشباب السعودي والعربي، وكنا بحاجة ماسة إلى قائد ملهم، قدوة تأخذ معها طاقة الشباب التي عبثت بها التيارات الخائنة، وسرقتهم منا.
وحين تقترن الأقوال بالأفعال فإن الشباب اليوم أمام قدوة صالحة وقوية، وحين تؤكّد القدوة في كل مرة أن الوطن اتحاد يلغي المذاهب، يلغي الفروقات، يلغي الطبقيات، يلغي أي محاولة للتفاوت، فإن خارطة الوصول للتطوير، والعطاء، ومحاربة الفساد، صارت أقصر مما نتوقّع، وبات الوصول قريباً.
لغة الوطنية حين تتحدث فإنها آسرة، إنها تعلو على أي صوت وتشتته، لذا حفظ الله وطننا الغالي قيادة وشعباً.