غسان محمد علوان
انتهت قمة الدوري السعودي للمحترفين لهذا الموسم بين الهلال والأهلي بتعادل سلبي، كان مطمحًا للفئة المتشائمة (الطاغية) من جماهير الهلال، وأصبح بناء على مجريات اللقاء نتيجة غير مقنعة؛ فالفرص التي تم إهدارها في الدقائق الأخيرة من قِبل لاعبي الهلال أمام مرمى الفريق الأهلاوي، الذي انهار معنويًّا تحت وطأة ضغط مرور دقائق اللقاء دون تسجيل أي هدف، كانت إحداها كفيلة بحسم اللقب الخامس عشر للزعيم. ولكن مشيئة الله أولاً، ثم رعونة مهاجمي الهلال أمام المرمى، أجلت الحسم للجولة الأخيرة.
العجيب في الأمر (قبل وبعد اللقاء) هو تلك الروح التشاؤمية والانهزامية التي بدأت تتحول إلى إحدى صفات المشجع الهلالي. فالتركيز على السلبيات فقط دون الإشارة ولو من بعيد للإيجابيات أصبح يمثل الحالة العامة. فحتى تغيير واحد في التشكيلة - كما حدث بإشراك البليهي بدلاً من جحفلي - أصبح كفيلاً بالمراهنة على انهيار الفريق وخسارته اللقاء حتى قبل بدايته.
وها هي الآن قبل لقاء الفتح الحاسم والختامي تمارس الدور نفسه باستحضار كل السلبيات والتحذيرات والمواقف السلبية السابقة دون ذكر للجانب الممتلئ من الكأس.
نعم، يجب على اللاعبين عدم الاستهانة بالفتح تحت قيادة مدربه فتحي الجبال الخبير في الأسلوب الدفاعي، ولكن لا يجب أن تصلهم الرسائل بأنهم لن يستطيعوا إطلاقًا فك الحصون الدفاعية وتسجيل الأهداف في أهم لقاءات الموسم.
نعم، يجب تذكير الفريق أن التراخي في المباريات قد نتج منه ثمانية تعادلات وخسارتان في هذا الدوري، ولكن يجب تذكير الفريق في الوقت نفسه أن الجدية والقتالية التي أظهروها في خمسة عشر لقاء جلبت لهم نقاط تلك المباريات كاملة، ولم يتبقَّ سوى تكرار ذلك في اللقاء القادم فقط.
الهلال نقطيًّا هو المتفوق، وهجوميًّا هو الأقوى، ودفاعيًّا هو الأصلب من منافسه في اللقاء القادم.
هذه حقائق يجب أن تطرح بكل وضوح، ليس لبث التراخي في نفوس الفِرقة الزرقاء، ولكن لتذكيرهم بواقعهم وحقيقتهم وما هم قادرون على فعله بعد توفيق الله لهم.