إبراهيم بن سعد الماجد
كلما هممت أن أكتب عن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية وجدت مزاحمة هائلة لما خططت له, فيكون التأجيل تلو التأجيل, حتى بلغت درجة اليأس من أن أكون قادراً على ملاحقة الإنجازات التي تتحقق كل يوم في تلك الرحلة.
عند ذلك قررت أن أتكلم في هذه المقالة عن عشقنا في بلادنا (الشمس), والشمس كانت جزءًا مهمًا في زيارة سموه, حيث توقيع مذكرة تفاهم لاستغلال تلك الثروة الضخمة التي تتميز بها بلادنا ولله الحمد.
نردد دوما (يا زينها بشمسها وغبرها) كلما غادرنا أرضنا ولو لبضعة أيام..
أعشق ليالي نجد لو أنها ادماس
وأيامها عندي جنان سعيدة
شمي لعشب رياضها يقعد الرأس
وما فات من ساعات عمري يعيده
شوف الزهر يبعد عنا كل هوجاس
ويريح عن قلب الشقا ما يكيده
وحس الرعد في رايح المزن رجاس
دقات عود عند سمعي فريدة
مشاعر محمد الأحمد السديري لا شك أنها مشاعر أي مواطن سعودي, فما نلبث أن نحنّ لديارنا حتى ولو كنا على أنهار متدفقة وأشجار وارفة.
وأحب نجد وكل حبي على ساس
حب بقلبي له قصور مشيدة
وعندما نقول نجد فإننا نرمز لكل الوطن, كون نجد قلب المملكة.
إن كان بي عذروب حبي لأهل نجد
أحبها وأحب شمة هواها
أحبها يوم أنها ديرة المجد
دار تمكَّن بالضماير غلاها
قبل عقود أربعة كانت للملكة محاولة للاستفادة من الطاقة الشمسية, وأتذكر تلك الألواح المنصوبة في العُيينة, لكننا لم نستفد منها شيئاً!
واليوم يأتي ولي العهد في صياغة جديدة للاستثمارات ولتحريك الاقتصاد بشكل مختلف وغير روتيني ليقول للعالم أجمع أن الريادة -بإذن لله- ما زالت مستمرة -سعودية- فمثل ما كنا في النفط, ها نحن في الطاقة المتجددة رواد بل مسيطرون بحول الله وقوته على مفاصل هذه الطاقة الأهم والأكثر حضوراً في العقود القادمة.
شمسنا غير.. عبارة قلتها في تغريدات على تويتر وأقصد بها أن المملكة العربية السعودية كونها تسعى لأن تكون الأكبر في هذا المجال, ماهو إلا لما حباها الله به من أرض شاسعة وشمس شارقة طوال ساعات النهار, ويكفي استخدام ما مقداره 7.5 % من مساحة المملكة لسد حاجة العالم من الطاقة الشمسية.
هذا الرقم المتواضع من مجمل مساحة المملكة يعطي دلالة على الحجم الكبير الذي نمتلكه من هذه الثروة الضخمة, وليس هذا فحسب بل هناك الصناعات التي ستكون ضمن هذا المشروع الكبير وهي الصناعات المرتبطة بالطاقة الشمسية من ألواح وبطاريات وموصلات ومولدات وخلافه مما تحتاجه تلك الصناعة العصرية المتقدمة.
الذي أريد أن أؤكد عليه ما يؤكده دوماً سمو ولي العهد بأن هذه الاتفاقيات الكبيرة والضخمة تنفذ على أرض المملكة وإذا كان ثمة عائق ما فعلى الأقل 50 % من هذه العقود على أرض المملكة, وهذا يعني نقل حقيقي للتكنولوجيا المختلفة لبلادنا وتدريب أبنائنا عليها, وهذا أكبر مكسب ممكن نحققه.