د.عبدالعزيز الجار الله
حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمجلة التايم الأمريكية عن تاريخ الإرهاب ليس هو حديثاً عن الماضي والعرض التاريخي، إنما إشارة بارزة للواقع الحالي والمستقبل، حين قال ولي العهد: (أسامة بن لادن كان يتلاعب بالناس في بداية التسعينات. ولقد طالبنا باعتقال أسامة ابن لادن... ولقد ردت صحيفة ذي إندبندنت علينا في عام 93 بقولها إن أسامة بن لادن يناضل من أجل الحرية، وأنه يمارس حرية التعبير... وهذا الأمر كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قبل عشر سنوات منها.) انتهى.
هذا الحديث ينطبق على الواقع الحالي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان؛ هناك من الإرهابيين ممن يعملون على خداع الناس والكذب عليهم، ويلقون التعاطف من دول مثل: إيران، وقطر وبعض الدول الأوروبية والقوى العالمية، فالإرهابيون يعملون تحت غطاء حقوق الإنسان وحرية التعبير كما كان يعمل ابن لادن ومنظمة القاعدة وداعش في العراق وسورية، والحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان والخليج، والإخوان المسلمين في جميع الدول العربية يعملون بالسابق وحالياً، ويجدون التعاطف معهم مثل ابن لادن في التسعينات تحت شعار حقوق الإنسان.
تعمل هذه الجماعات ومازالت تحت أكثر من غطاء وتتلقى الدعم من الغرب بصفتها منظمات تدافع عن حقوق وحرية التعبير، فالإرهاب الحوثي في اليمن الذي اغتصب السلطة وفرض السياسات والإملاءات الإيرانية، تجد لهم من يؤيدهم من بعض الدول الغربية ويبرر أعمالها، كما أن إيران تسعى إلى تخريب العراق وسورية بالتهجير القصري للسوريين والعراقيين الأصليين واستبدالهم بمرتزقة من الإيرانيين والباكستانيين والأفغان الشيعة، عبر احتلال ديمغرافي سكاني بغيض وجعل الشيعة أغلبية بعد تهجير السكان من السنة العرب، وجعلهم من اللاجئين في الدول العربية.. هذه الخطوة الإخلال الديمغرافي تلقى ترحيباً من بعض القوى العالمية، وتتم والعالم الحر يرى ويشاهد..!.