«الجزيرة» - المحليات:
تزامناً مع زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى العاصمة الفرنسية باريس، تُقدّم مؤسسة مسك الخيرية في معهد العالم العربي برنامج «إكسبو مسك للثقافة»، ويُنظمه معهد مسك للفنون لمدة يومين؛ اعتباراً من 8 أبريل 2018م، وهو برنامج يحتفي بالمشهد الثقافي السعودي الزاخر بالأدب والفنون والموسيقى، في نسيج جمالي يجمع بين الأصالة والتحديث، ويُعبّر عن انتقال الحركة الإبداعية في المملكة إلى مرحلة نمو وتغير ملحوظ في مسيرتها الطويلة.. ومن شأنه أن يُسلط «إكسبو مسك للثقافة» الضوء على التنوع الإبداعي الحديث والمتقدم في إحدى أكثر المناطق أهمية في العالم، مصوراً بذلك المجتمع السعودي وفاعلية حركته في الحياة اليومية وهو يُوظف إمكاناته كافة لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030»، ويحمل مفاهيم حواره ووسائل صداقته مع مختلف الثقافات إلى قلب العاصمة باريس.
وسيتمكن الزوار من الاطلاع على عدد من الأعمال المشاركة، ومنها التجارب المعاصرة في الفنون وعروض الأداء المباشرة والموسيقية، إضافة إلى مشاهدة فيلم «إطلالة نحو السعودية».
كما سيشمل البرنامج معرضاً للإصدارات الخاصة بالفن والتصميم، وندوات حوارية يقودها رواد وخبراء الثقافة.
ومن خلال جناح التصوير والرسم والنحت ستُعرض مجموعة أعمال مختلفة تُمثّل الأصوات الإبداعية من المرحلة الحديثة للحركة الفنية في المملكة، حيث يتواجد في المعرض تسعة فنانين سعوديين بأعمال تجمع بين الكلاسيكية والابتكار الحديث، وذلك بنقل تجاربهم الفردية والجماعية، نتيجة ملاحظاتهم التأملية والواضحة ورسم خريطة إبداعية فاعلة تشكلت وتكيّفت وفق التغيرات المحيطة الاجتماعية منها والثقافية.
والفنانون المشاركون هم: سارة العبدلي، سارة شيبان، أحمد عنقاوي، هالة الفضل، لولوة الحمود، عمرو النجمة، أيمن زيداني، إيمان الجبرين، روان المقباس.
وعن الفيلم «إطلالة نحو السعودية»، وهو من إخراج ماتيو ليوناردي، يُذكر أنّه يعتمد تقنية الواقع الافتراضي، ويحكي قصة مجتمع يزخر بكثير من التنوع والتعدد، ويُعيد رسم صوره بمنظور جيل جديد من الفنانين المعاصرين.
ولقد تم إعداد الفيلم في استديوهات موزعة على أنحاء المملكة العربية السعودية لإبراز الملامح الاجتماعية فيها على مختلف أطيافها، ولتجديد الرؤية حول المشهد الثقافي في المنطقة بعيون معاصرة.
وكان قد عُرض هذا الفيلم في كل من دبي ونيويورك كما سيشارك في المنتدى العالمي للواقع الافتراضي بسويسرا في شهر يونيو 2018.
واحتفاءً بالطباعة والفن والتصميم، سيُعرض أكثر من 100 كتاب عن تاريخ الابتكار المعاصر والإبداع الفني في المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا المعرض عقب النجاح الذي حقّقه أول معرض للكتب الفنية في المملكة مطلع هذا العام 2018 في مدينة جدة ضمن فعاليات مهرجان الفن التشكيلي «21, 39» الذي أقيم في عدة مواقع في المدينة.
وسوف يعقد معهد مسك للفنون مع معهد العالم العربي، ندوة حوارية تتناول بالمناقشة محورين أولهما أهمية العلاقات والاهتمامات المشتركة بينهما، ثقافياً وجغرافياً. والمحور الثاني عن الدور الاستراتيجي الذي يُمكن للمعهدين أن يلعباه في مرحلة يكتنفها تناقض في الفضاءات الرقمية تُقسّمه المعتقدات الثقافية الخاطئة، ويُهدده تجانس العولمة الذي بدوره قد يحدّ من أهمية التنوع عند التبادل الثقافي.. وفي هذه الندوة سيجتمع رواد الثقافة مع إعلاميين وفنانين في لقاء مباشر مع الجمهور وطرح الأسئلة حول هذين المحورين المهمين.
وعن هذا الفعالية النوعية قال المدير التنفيذي لمعهد مسك للفنون أحمد ماطر: «لا شك أنّ هذا البرنامج يُمثل شراكة أخرى تُضاف إلى الشراكات الاستراتيجية لمؤسسة مسك والهادفة لرعاية الشباب السعودي الذي يجد تجربته اليوم تحت صرح كبير كمعهد العالم العربي، وفي هذه الرعاية الدعم الفاعل للحركة الفنية الحديثة في المملكة»؛ مشيراً إلى المعارض الثلاثة التي نظمتها -مؤخراً- المؤسسة ممثلة بالمعهد في كل من واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس وما لقيته تلك المعارض من تفاعل كبير للجمهور والزوار المهتمين.
وأضاف ماطر: «إنّ مسعى المعهد لا يتوقف عند إنتاج أو رعاية كل ما هو حديث وينقل الصورة إلى خارج الحدود في المراكز والمتاحف العالمية؛ بل هناك دور التبادل الثقافي واستشراف مستقبله والعمل على تنويع اللغة في الثقافة والفن لأجل مساحات الحوار واللقاءات مع الآخر.. واليوم نشهد شراكة جديدة مع معهد وظف كل إمكاناتها عبر تاريخه للتواصل مع الثقافة العربية، وتعتبر المملكة من أهم الدول التي تدعم أنشطته وتفعل برامجه المختلفة والهادفة لتوسيع خارطة الثقافة العربية على أرض التنوير والمعرفة في أوروبا.. ونحن ذاهبون في هذا المضمار الحيوي وخطابنا هو الإبداع والفن الذي يصل للجميع متجاوزين حدود الجغرافيا والزمان».
وتعتبر مؤسسة مسك مؤسسة خيرية غير ربحية أسّسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، وتكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعليم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب السعودي ليكونوا جزءًا من الاقتصاد المعرفي الذي يرتكز عليه مستقبل المملكة العربية السعودية.
وتتمثل أهداف المؤسسة في أربعة محاور هي: التعليم، الإعلام الرقمي الإبداعي، التكنولوجيا، والثقافة والفنون، وتسعى إلى تحقيق ذلك عبر إبرامها شراكات استراتيجية مع مؤسسات ومنظمات محلية وإقليمية وعالمية.
ويُعد معهد مسك للفنون أحد روافد مؤسسة مسك الخيرية، ويُراد له أن يكون مركزاً رائداً لثقافة الفن والإبداع بمختلف أشكالهما في المملكة العربية السعودية، إذ يختص بإنتاج أوجه الأعمال الفنية المحلية، الحديثة منها خاصة، ورعايتها وانتشارها، وتمكين المواهب المبدعة بصفتهم ركيزة أساسية في المجتمع، وصقل تجاربهم وتوسيع رقعة حضورهم والتعريف بهم عالمياً.