«الجزيرة» - أحمد القرني - محمد الغشام - ياسر الجلاجل / تصوير - حسين الدوسري - فواز الروقي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن منتدى تحالف عاصفة الفكر يُعدّ عطاءً كبيراً في حجمه وفي تواصله مع الجميع لأنه فكر، والفكر يتجسد في كل موقع، راجياً سموه أن توفق هيئة الصحفيين في أعمالها وأن تكون حاضرة في كل موضوع. وشدد سمو أمير منطقة الرياض في تصريح صحفي عقب افتتاحه مساء أمس فعاليات «منتدى تحالف عاصفة الفكر في دورته السادسة» الذي نظمته هيئة الصحفيين السعوديين في مسرح مركز المؤتمرات بمبنى وكالة الأنباء السعودية بمدينة الرياض، شدد سموه على أهمية الملتقيات الفكرية وضرورتها في توضيح الكثير من الأهداف وإلقاء الضوء على الأحداث.
وأضاف سموه «الطريق الصحيح والفكر المنضبط والمُحكم مفيد للنشء « لافتاً سموه النظر إلى دور رجال الفكر والكتاب في مجالهم الكبير والمؤثر. وكان سمو أمير منطقة الرياض قد افتتح مساء أمس فعاليات «منتدى تحالف عاصفة الفكر في دورته السادسة» الذي نظمته هيئة الصحفيين السعوديين في مسرح مركز المؤتمرات بمبنى وكالة الأنباء السعودية بمدينة الرياض، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي، والمفكرين، والمثقفين، والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها. وفور وصول سمو أمير منطقة الرياض إلى مقر الحفل عُزف السلام الملكي، ثم استمع سموه والحضور إلى تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
كلمة أمير منطقة الرياض
ثم ألقى سمو أمير منطقة الرياض كلمة قال فيها: «أتشرف اليوم وفي هذا الموقع مع الإخوة والأخوات الكرام لنؤسس لعمل جيد ونكمل مسيرة من بدأها في مواقع متعددة في هذا المنتدى الذي يتحدث عن كثير من الأمور الفكرية التي تصاحب الدفاع عن الأوطان، وأبناء الأوطان في أعمالها ومناهجها، وبلاشك أن هذا المنتدى من أهم المنتديات التي يجب أن نهتم بها ونقدرها حق قدرها وأن نكون دائماً عاملين بما فيه خير للأوطاننا».
وأضاف سموه قائلاً: اليوم نفخر بتكريم زميل عزيز وأخ كريم وهو تركي بن عبدالله السديري -رحمه الله- الذي أسس وعمل في مجال الصحافة، وفي أموركثيرة الكل يعلمها أكثر مني، لقد كان لي تواصل معه -رحمه الله- هاتفيًا، ولم يسعدني الحظ أن أجلس معه في جلسات مفتوحة ومناقشات مستمرة وأعتز وأفخر بما جرى بيننا من تواصل واستفدت الكثير منه. وتمنى سمو أمير منطقة الرياض التوفيق للجميع، في طرحهم ومناقشاتهم خلال هذا المنتدى، مؤكداً أهمية رسالتهم وأطروحاتهم الهادفة.
كلمة الأستاذ خالد المالك
كما ألقى رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ خالد بن حمد المالك كلمة رحب في مستهلها بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، معرباً عن امتنانه لسمو أمير منطقة الرياض على رعايته افتتاح المنتدى في دورته السادسة بمدينة الرياض، بحضور حشد من الإعلاميين الخليجيين والعرب، وشكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد على دعمه ومساندته وتشجيعه لعقد هذا المنتدى.
وقال المالك: لقد اخترنا أن يكون النقاش وتبادل الرأي وتقديم أوراق العمل في هذا المنتدى عن موضوعات تلامس اهتمام الجميع في هذه الفترة التي تواجه فيها الأمة الكثير من التحديات، منها التدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي، وموضوعات التحالف الإسلامي، والتحديات الدولية، وواقع العالم العربي، وتأثيرات تساقط الدول الإقليمية المحيطة بالخليج على الأمن الإستراتيجي الخليجي، إضافة إلى بحث موضوع إمكانية استفادة الدول الخليجية من إيجاد (مجلس تضامن وتعاون آسيوي) قريب من منظومات الاتحاد الأوروبي واللاتيني والإفريقي والشمال الأمريكي.
وأعرب عن أمله في أن تؤدي محاور المنتدى إلى توصيات تخدم دولنا ومجتمعاتنا العربية، مبينًا أن التحديات التي تواجه الدول العربية في هذه الفترة من تاريخها تتطلب من كل المؤسسات الثقافية والإعلامية والسياسية أن تتصدى لكل ما يعرض أمن الدول العربية للخطر أو يقوض استقرارها، كما تخطط لذلك دول معادية. وأضاف أن ولادة هذا المنتدى جاءت استجابة وتلبية من المثقفين ومؤسسات الفكر في العالم العربي للتصدي لكل ما يسيء إلى أمننا واستقرارنا، مشيراً إلى أن هذا المشروع الفكري الخلاق لايغني بطبيعة الحال عن ضرورة ولادة المزيد من المؤسسات الفكرية في وطننا العربي للحيلولة دون تفشي الإرهاب والتطرف واختراق كل جميل في بلداننا.
وتابع قائلاً: إننا بمثل إقامة هذا المنتدى وأمثاله هنا في المملكة وفي جميع الدول العربية نكون كمثقفين وإعلاميين وسياسيين قد أسهمنا مع قياداتنا في مواجهة التحديات وفق رؤية صحيحة وتصرفات سليمة، إذ لا غنى عن تناول قضايانا الملحة بالتحليل الموضوعي، والرأي الفاعل، وإعطاء المشورة وفق ما يحقق المصالح لشعوبنا».
تكريم الرعاة
عقب ذلك كرّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الرعاة والداعمين للمنتدى، بالدروع التذكارية وفي مقدمتهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، ووكالة الأنباء السعودية.
تكريم السديري
ثم كرّم المنتدى الأستاذ تركي بن عبدالله السديري -رحمه الله- وألقى الأستاذ خالد المالك كلمة بهذه المناسبة قال فيها: مضى قرابة عام كامل على وفاة الزميل تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة الرياض، رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين لثلاث دورات، رئيس اتحاد الصحافة الخليجية لمثلها، ومنذ وفاته في تاريخ 14 / 5 / 2017م، وما قبل ذلك وإلى ما شاء الله، سيظل في ذواكرنا، كاتباً وصحفياً وقائداً وإعلاميا ًبارزاً، فقد كان خلال نصف قرن في عمق العمل الصحفي، مؤثراً ومتاثراً، مالا يمكن أن ننساه، أو نغفل عن استذكاره «. وأضاف قائلاً: مضى تركي بن عبدالله وطويت صفحات حياته في دار الدنيا، مسجلاً إرثاً إعلامياً كبيراً، لا يقدر عليه إلا من امتلك شخصية تركي - رحمه الله - ومواهبه وجديته في العمل، وإصراره على بلوغ أهدافه، ومواجهته للتحديات بالحكمة والعقل والتصرف السليم، هكذا كان الزميل تركي في عالمه الصحفي، فقد مات وما يزال حتى يومه الأخير لا يشغله شاغل، بما في ذلك مرضه عن حبه الأول صحيفة الرياض، والصحافه عموماً».
ومضى المالك في القول: تأخرنا كثيراً في تكريم الصحفي الكبير لظروف أملتها تطورات مرضه المتسارعة، مما حال دون تكريمه في حياته بطلب من أسرته، أما وقد توفي -رحمه الله- فقد حرصنا على أن يكون تكريمه -حتى ولو تأخرنا- في مناسبة تليق باسمه ودوره الصحفي البارز، واليوم إذا تكرم هيئة الصحفيين الزميل تركي في هذا المشهد الاحتفالي الكبير بحضور هذا الحشد من النخب المثقفة، وبرعاية شخصية من أمير منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن بندر، فإنما تكرم أحد من كان صاحب دور مشهود في خدمة الصحافة، وتأصيل نجاحاتها، والعمل على ما يعزز مكانها والذب عن كل ما يسيء إليها.
كلمة مازن السديري
ثم ألقى نجل الأستاذ تركي السديري الأستاذ مازن كلمة نيابة عن أسرة الفقيد، شكر فيها هيئة الصحفيين السعوديين على هذا الوفاء لتكريم الراحل بحضور وتشريف من أمير منطقة الرياض،كما خص بالشكر رفيق دربه وزميله الأستاذ خالد المالك على هذا الوفاء غير المستغرب منه ومن الوسط الإعلامي وكل جهد خلف هذا التكريم، وقال إنه لشرف كبير لي شخصياً أن أقف أمامكم جميعا للحديث عن والدي -رحمه الله- وقد يتساءل الحضوركيف يمكن لابن أن يتحدث عن أبيه دون تحيز أو مبالغة، ولتفادي هذه التهمة فإني سوف أتحدث عن سيرته الشخصية وحياته الخاصة كأب وإنسان، وسوف أترك زملاءه الصحفيين للتحدث عن مسيرته الصحفية فهم خير من يقوم بذلك.
وتابع مازن السديري: لقد كانت شخصيته القيادية التي نشأت تحت ظلها جعلتني أفهم كيف يستطيع الإنسان من تحويل ظروف صعبة إلى عوامل نجاح، لقد كان تركي يتيما في طفولته ومريضا طيلة حياته ولم تمنح له فرصة للابتعاث لكنه في المقابل جعل جميع هذه التحديات خلف ظهره وراح يمضي في طريق النجاح. وأضاف: تركي السديري القيادي والصحفي والكاتب كانت له أخطاء، هو أول من يعترف بها ولا يخجل منها، فمن لا يخطىء هو الذي لا يعمل ولأننا نعمل فإنهم يرون أخطاءنا.. وهنا تأتي الموضوعية واعتبار النقد رافدا أساسيا للمعرفة والتطور.
وفي نهاية الحفل تفضل سمو أمير منطقة الرياض بتسليم الدرع التكريمي للراحل تركي السديري إلى نجله مازن السديري وأشقائه وشقيقاته، كما قدم رئيس هيئة الصحفيين الأستاذ خالد المالك درعا لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
جلسات اليوم
ومن المقرر أن تعقد اليوم أربع جلسات للمنتدى حيث ستكون الأولى بعنوان التدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي من الساعة التاسعة والنصف حتى الحادية عشرة صباحاً، فيما ستكون الجلسة الثانية بعنوان التحالف الإسلامي والتحديات الدولية والتي تبدأ من الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة وحتى الثانية عشرة ونصف مساءً، وستكون الجلسة الثالثه بعنوان (واقع العالم العربي وتأثيرات تساقط الدول الإقليمية المحيطة بالخليج على الأمن الاستراتيجي الخليجي من الساعة الرابعة والنصف وحتى السادسة مساءً، ويختتم المنتدى بجلسته النهائية بعنوان: ( هل يمكن للدول الخليجية أن تستفيد من إيجاد مجلس تضامن وتعاون آسيوي قريب من منظومات الاتحاد الأوروبي واللاتيني والإفريقي والشمال الأمريكي؟) من الساعة السادسة والربع وحتى السابعة وخمس وأربعين دقيقة.