فهد بن جليد
بشكل طوعي وكمُبادرة تستهدف صحة المُستهلكين، قرَّرت عدد من المتاجر الألمانية تخفيض (نسبة السكر) في مُنتجاتها دون ضغط من أحد، وبرغبة ذاتية من أجل صحة أفضل للمُستهلكين وللمُجتمع، وبالفعل بدأت سلسلة متاجر عالمية عاملة في ألمانيا عرض مُنتجات تنخفض فيها نسبة السكر - بمُعدلات تتراوح بين 5 - 8 في المئة - كمرحلة أولى ستزداد لاحقاً، وقد وصلت في بعض مُنتجات الأطفال الاستهلاكية إلى ما يُقارب 35 في المئة، هذه الخطوة تأتي استكمالاً لما بدأ في عام 2017م من موضة تخفيض نسبة الملح في بعض المطاعم والأطعمة هناك، والهدف دائماً الوصول إلى تخفيض استخدام (السكر والملح) في مُعظم المُنتجات، بنسبة 20 في المئة على الأقل قبل عام 2025 من أجل صحة البشر.
أسواقنا كأنَّها تُعاقبك على اختيارك المُنتجات (الصحية) ذات السعرات الحرارية المُنخفضة، أو قليلة السكر، أو حتى قليلة أو منزوعة الدسم، بعرضها بسعر (مُرتفع) عن تلك المُنتجات العادية، المليئة بالسكر والدسم والملح، وهذا الأمر يجب علاجه بتدخل (هيئة الغذاء والدواء) مُباشرة، من أجل تخفيض أسعار المُنتجات الأكثر صحة للإنسان، فلا يمكن أن تتخذ الشركات والمصانع من هذه الخيارات فرصة للربح أكثر، بدعوى أنَّها تحتاج خط إنتاج خاص، أو مدة عمل أطول وجهد أكثر من المُنتجات العادية، فعلى الأقل يمكن اعتبار هذا الخيار الصحي ضرورة تقدمها الشركات والمصانع بذات السعر للمُنتجات العادية خدمة للمُجتمع، هذا -برأيي- أقل واجب يمكن أن يُقدمه التجار لدينا من أجل صحة الناس.
العالم يتجه اليوم نحو تقليل استخدام السكر والملح في المُنتجات الغذائية والاستهلاكية، حتى الشهيرة منها تحاول التخلص من السكر دون التأثير على الطعم، كما هي تجربة (نستلة) مع مُنتجها الشهير (كت كات)، بتشجيع الناس نحو هذا التوجه وترغيبهم للتعاطي معه كأسلوب حياة عصري وصحي أفضل، بينما معايير الطعام والمُنتجات في أسواقنا ومتاجرنا ما تزال تنظر إلى هذا النوع من الخيارات (كخدمة إضافية خاصة) يجب على العميل أن يدفع مُقابل الحصول عليها، وهذا ازدواج وشقلبة للمفاهيم يجب تصحيحه وتعديله في فلسفة السوق المحلي، بفرض توفير تلك المُنتجات بأسعار أفضل، فضلاً عن تقديم مُبادرات شبيهة بما فعله تُجار ألمانيا.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،