إبراهيم عبدالله العمار
في مقالة نُشرت في مجلة مادموازيل الأمريكية، تكلمت امرأة عن سبب ضيقها من احتفاظ زوجها بنسخ من مجلة إباحية شهيرة. هي نفسها تفاجأت من غضبها الشديد، وتقول: لم أكن متزمتة بخصوص الإباحية، وسألتُ نفسي: لماذا أشعر بالتهديد؟ لم تعرف، وسألتْ صديقاتها، وهذه قادها للاكتشاف المفاجئ: الكثير منهن سيغضبن لو أنهن وجدن تلك المجلة الإباحية، لكن مثلها كانوا خجلين قليلاً من شدة مشاعرهن تجاه الإباحية، فهذا يُعتبر تزمتاً لدى الأمريكيات الآن، والقيم الجديدة تفرض عليها أن تتسامح مع الإباحية، ولكن تقول نفس المرأة: نعلم أننا لم نكن متزمتين وردة فعلي تلك كانت محيرة!
بحثت المرأة عن سبب منطقي لردة فعلها ووصلت إلى شيء عقلاني، فتقول: السبب الحقيقي أني كرهت تلك المجلة الإباحية أن النساء فيهن صنعن مقياساً لا يمكن أن أصل إليه أبداً إلا بالصدر الصناعي ومدربة شخصية وإنارة خاصة وخبراء مكياج ومصففات شعر وحتى فوتوشوب! هذا المقياس يساوي بين الجاذبية الجنسية .. وبين الشباب والجمال، ولم أرغب أن يقتنع زوجي بهذه المعايير، فكان زواجنا جديداً وأنا أخطط لمستقبل معه، وأردت أشعر بالأمان أنه حتى بعد أطفال ومرور 20 سنة سيظل يراني جذابة.
ردات فعل النساء هؤلاء تدعمها دراسة حسب أبحاث عالم النفس دوغلاس كنريك: الرجال الذين رأوا صور النساء في تلك المجلات (والانترنت والتلفاز اليوم) قالوا لاحقاً أنهم شعروا أنهم أقل حباً لزوجاتهم من الرجال الذين لم يروا تلك الصور.
لكن انظر للتناقض الآن، فتقول النسوية الشهيرة كاميل باغليا: الذي نحتاجه الآن هو المزيد من الإباحية، بل إباحية أفضل، إباحية في كل مكان! هذا لأن الحركات النسوية تشجع الحرية المطلقة للمرأة حتى لو أدخلها هذا مستنقعات الرذيلة، لكن في المقابلات معها وُصِفت أنها تمشي في الشارع بصحبة اثنين من الحراس الشخصيين، وهذه معلومة أخّاذة! تقول الكاتبة الأمريكية وندي شالت التي تدعو للحياء والحشمة في الغرب: «إن كاميليا تروّج للإباحية بأمان خلف هؤلاء الحراس بينما بقيتنا يجب أن يعيشوا في مجتمع إباحي بلا حراس! نحن اللاتي ليس لديهن مال يكفي لتوظيف حراس شخصيين نعتمد على الرجال أن يعاملونا جيداً في الشوارع، أن لا يلاحقوننا ولا يغتصبوننا، وبصيغة أخرى نحن نعتمد على احترام الرجل لحياء المرأة. هذا الاحترام كان فعلاً هو الحارس الشخصي للمرأة: خفي، ومجاني. ولكن بسبب الهجوم على الحياء وعلى احترام الرجل له فإنه الآن فقط النساء الشهيرات أو الثريات يمكن أن يشعرن بالأمان».