إبراهيم الدهيش
- ما كنا لنكتشف أخطاءنا لولا مواجهة بلجيكا، ولحسن الحظ أنها اتضحت في الوقت المناسب، وقبلها كان بعضنا ولا أقول (كلنا) يعيش أحلامه الوردية بمحاكاة إنجاز أمريكا – الانجاز الذي بقدر ما رفع رأس كرتنا السعودية بنفس القدر أصبح فيما يبدو (عقدة) !- أو حتى الذهاب الى أبعد منه كما أفرط رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في تفاؤله حين وعد بالتأهل الى ربع النهائي!!
- خسرنا وليس عيبا أن نخسر خاصة في مراحل التحضير والاعداد والاستعداد، ويحضرني أننا خسرنا في اخر منعطف من تحضيراتنا لأمريكا أمام اليونان بالخمسة، وقدمنا في البطولة مستويات (خرافية) كانت محصلتها أن تأهلنا لدور الـ ( 16 ) في أول مشاركة وتعادلنا في ويمبلي أمام انجلترا قبل انطلاقة مونديال فرنسا ومن البطولة خرجنا بنقطة وحيدة وبمستويات (مش ولا بد)!
- ما أقصده أن هناك مباريات قد تخدعك نتيجتها الايجابية وبالتالي لا توفر لك القراءة الصحيحة لواقعك، وأخرى قد تستفيد من محصلتها السلبية شرط أن تعترف بتلك السلبية وتسعى لمعالجتها برد فعل ايجابي يتعامل بلغة العقل والمنطق.
- من هنا ومن خلال المراحل الفارطة أستطيع أن أقول بأن (الكم) الكبير من الاستدعاءات أفقدت المنتخب عنصر الثبات والانسجام وتراجع أداء البعض انعكس بدوره على أداء الغالبية والأسماء الشابة تحتاج لمزيد من الخبرة والممارسة بمعنى أن الفريق (كله على بعضه) بحاجة لاعادة صياغة عناصرية ومراجعة بعض القناعات فيما يتعلق بطريقة الأداء وتوظيف العنصر بما يتناسب مع إمكانياته وقدراته، فالوقت لا يحتمل مزيدا من التجارب والتمثيل المشرف أصبح مطلبا والخروج بأقل الخسائر بات أمنية عطفا على الواقع الذي لا يبعث على التفاؤل!.
تلميحات
- بلغة العقل لا العاطفة أزعم بأن منتخبنا الأضعف في المجموعة. هذه حقيقة لا يمكن لغربال العاطفة أن يحجبها، وبالرغم من ذلك نتطلع الى أن لا نخسر مباراة روسيا كونها أهم حدث في تاريخ كرتنا الخضراء باعتبارها مباراة افتتاحية لأكبر تجمع رياضي لكرة القدم ستتجه إليه عيون أكثر من مليار مشاهد.
- تيسير الجاسم سبق ياسر القحطاني في انتقاده للزملاء الاعلاميين وصمتهم تجاه كل ما يصدر من الهيئة أو اتحاد الكرة، ومع هذا صمت الجميع بينما نال ياسر من الانتقادات حد المطالبة بشطبة وإيقافه ! لماذا هذا؟!
- يحاول بعض من لاعبي جيل الأمس تصوير نفسه على أنه المثالي في انضباطه وممارسته وشعوره بالمسؤولية بما يخالف واقعه بالأمس ويتعامل مع نجوم اليوم بلغة (الغيرة)!.
- وبالرغم مما يعيشه الهلال اداريا وفنيا وعناصريا يبقى تعامله الايجابي والعقلاني مع مثل هذه الظروف ثقافة هلالية أثبتتها كثير من المنعطفات التي شهدتها الساحة الهلالية فيما مضى وسترون!.
- وفي النهاية، انشغالنا بالأمس بنجومه وانجازاته بتاريخه وجغرافيته برأيي الشخصي جزء من اشكاليتنا مع الحاضر، وما دمنا من صنع الأمس بعد توفيق الله، فباستطاعتنا أن نصنع يومنا أفضل من أمسنا فلماذا لا نفعل؟! وسلامتكم.