سعد الدوسري
منذ الثمانينات وحتى اليوم، سئمنا من التصريحات الصحفية لوزراء التعليم المتلاحقين، بأنهم سوف يقلبون الطاولة على واقع المنهج والمباني المدرسية وتأهيل المعلمين، وأنهم أيضاً سيجعلون من التعليم في السعودية، أنموذجاً يماثل التجارب الدولية، التي ترتكز على التقنية. ولم نشهد من ذلك كله، سوى التراجع، سنة بعد سنة، إلى درجة صار فيها المنهج مصدرَ تندرٍ حتى للطلاب، والمباني المدرسية مادةً لصراخ الضيوف في البرامج الحوارية، والمعلمين والمعلمات كنوزاً لكتّاب المسلسلات الدرامية الحزينة!!
في نهاية السنة الماضية، أعلن برنامج التحول الوطني بداية مجموعة من التغيرات الاقتصادية، التي لم يكن أحد يتجرأ على الاقتراب منها، وعلى رأسها بيع شركة أرامكو، وقبل منتصف السنة الحالية، تمت كل التغييرات. نفس الأمر، بالنسبة للتغيرات الاجتماعية، كبرامج الترفيه وقيادة المرأة للسيارة وتدشين قاعات السينما، حضور النساء للمباريات الرياضية، إذ كانت المسافة بين القرار وبين التطبيق، مجرد أشهر معدودات، الأمر الذي جعل كل الإعلاميين يوجهون نفس السؤال لمهندس التحول:
- لماذا أنت مستعجل؟!
على وزير التعليم، أن يستعجل أيضاً.