حميد بن عوض العنزي
** تباعاً لما تطرقت له خلال المقالين الماضيين عن ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يقترب من العصف بكثير من ثوابت الأرض والناس، حاولت أن أرصد من خلال تتبع ما نشر من قبل المختصين عن تأثيرات الذكاء على الحياة، وهل جميعهم يرونه بعين الإيجابية أم أن هناك من يراه بعين السلبية، ولهذا فهو ليس خيراً كله ولا شراً كله، فالجدل باقٍ على حجم تأثراته في الناحيتين السليبة والإيجابية.
** فهناك فريق مؤيد وآخر مشكك وثالث متحفظ، ولأن غياب الأخلاق عن عمليات الذكاء الاصطناعي تشكل خطراً وفق بعض المختصين، فقد نبه معهد «مستقبل الحياة» الأمريكي إلى أهمية تضمين الذكاء الاصطناعي أخلاقيات البشر وقدرتهم على اتخاذ القرارات، وأكد على وضع معايير صارمة للحد من مخاطره، والتي منها «قدرة الذكاء الاصطناعي على الإضرار بالبشر في حال تطوره إلى مرحلة تسمى «الوعي الذاتي للآلة»، أي أن تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على اتخاذ القرارات بمفردها وبمعايير تبتكرها بالاستناد إلى البيانات التي تجمعها من محيطها بدون أي تدخل بشري، كذلك من المخاطر أنه قد يرفع من مستوى القرصنة الإلكترونية خاصة مع توقعات بزيادة المعلومات الرقمية، بمعدل 44 في المائة بحلول عام 2020 حسب تقرير لشركة ماكنزي، إضافة إلى وارتفاع نسبة الجريمة الإلكترونية والهجمات الإرهابية.
** ويقول سكوت فونيكس، المؤسس المشارك لشركة «فيكاريوس» التي طورت عام 2013 نظاماً للذكاء الاصطناعي قادر على تجاوز اختبار «كابتشا» المعقد، إنه سيذهب بالاكتشاف والتطوير إلى أبعد مدى، وسيبتكر أجهزة حاسوب يمكنها تعلم معالجة الأمراض وإنتاج طاقة متجددة والقيام بمعظم الوظائف التي يؤديها البشر، وستظهر قطاعات ومجالات جديدة للعمل، وعلاجات لكثير من الأمراض، بالإضافة إلى القدرة على إنقاذ حياة الكثيرين من الحوادث المرورية التي تؤدي لمقتل 1.25 مليون شخص، فالسيارات ذاتية القيادة التي ستوفر خسائر بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في معظم البلدان، إضافة إلى حسين التعليم حيث سيوفر معلماً آلياً لكل طالب.