•مفتتح: قال حكيم: العقول مواهب.. والآداب مكاسب.
•بداية: يواصل الشاعر المبدع الأستاذ: سالم رزيق عوض، إصداراته الشعرية، فبعد... دواوينه الثمانية ،
* شيء من الروح
جداول الإبداع * الأكاليل
* منطق الطير
شيء من الحب
مدينة الرسول
* في مرايا الشمس
على مرافئ القمر
• يصدر ديوانه التاسع الموسوم بـ [ العنقاء ] المعني في هذه القراءة .
• ويقع في [101] ص من القطع الصغير لعام 1437هـ ويحتوي على [20] قصيدة من الشعر العربي المقفى الموزون... بأسلوب سهل ولحون أخاذة، في أغراض شعرية متنوعة.
• مع قصائد الديوان:
• المآسي الدامية، والأحزان الأليمة، نتيجة للمؤامرات والحروب الطاحنة التي تعيشها بعض الدول العربية والإسلامية، في طليعتها (ألماً وحرقة) (بلاد الشام)، التي أضحت مرتعاً للقتل والتشريد والتنكيل بأهلها صغاراً وكباراً، نتيجة للزعامات الزائفة والأهداف المغرضة وتكالب الأعداء على أرضها من قريب ومن بعيد، تدفعها سياسات خرقاء مكّنت أعدائهم من تحقيق مآربهم العدائية والتوسعية وبسط نفوذهم الاحتلالية على أجزاء كبيرة من أراضيهم، بحجج واهية، لا تستند لحق أو قانون! وعلى مرأى ومسمع من العالم، (ظلماً وعدواناً)..
• كل هذه المواقف التي تتزايد من حين لآخر، أوقدت في نفوس من تابعها من العرب والمسلمين الغيورين على أوطانهم ودينهم، وحقوقهم الحماس والتألم على ما أصاب شعوبهم من ويلات المآسي والحروب، فعبَّروا عنها بقصائدهم الصاخبة (غيرة وحمية ووطنية) والشاعر سالم رزيق كواحد من هؤلاء الشعراء يسهم في هذا المضمار بروح العروبة والوطنية، بقصيدة عصماء بعنوان ((على بوابة دمشق)) ص (71) نسمع منها ما جادت به المساحة :
أشتهي أن أموت! في الأمر خدعة
مات من مات!! ليس في الأمر بدعة!
من بق يا شهيد! كل قتيل
بين قتلى! تدحرجت فيه دمعة
بين جرح وجارح وجريح
أرض أهلي تدثرت سوء سمعة
بين بحر الظلام ! يغشى ظلام
ظالم ظالم ! ترقّى بركعة !
* * * * *
أحرقت نار حقده كل شيء
كل شيء! حتى خيوط الأشعة
ألهب الأرض! شرّد الظل قسراً
لبست معظم الممرات درعة
ومشى ناشراً رفاة البرايا
هاهنا الموت في الأراجيف صنعة
نحر الطهر! كافراً بالطهارات
حقيراً إلى الشياطين نفعه!!
• كلنا نحب المواطن المخلص الأمين لوطنه وأمته وحكامه، ونحزن على فراقه ورحيله، كونه من العملة النادرة التي قد لا تتكرر، لكن مآثره وإنجازاته تظل بصمة مضيئة على جبين الوطن مدى الحياة وماثلة في فكر وعلى لسان كل مواطن عرفه وتعامل معه.
•ومن تابع البرنامج الإذاعي السياحي (في ربوع بلادي) للإعلامي الراحل (خالد زارع) الذي كان يجوب من خلاله أرجاء الوطن (تعريفاً واستطلاعاً) حاز على رضا المشاهدين والمستمعين في الزمن الماضي الجميل وجذب أنظارهم وانتظاره عبر مساراته السياحية على امتداد تاريخه المشرف الطويل. لاشك أنه يتفاعل مع قصيدة الشاعر الرثائية في هذا الجانب ص (57) المعنونة بـ (زارع الحب) .
تَغرِسُ الحُبَّ في الجَمَاهِيرِ غَرْسَا
وَتَبُثُ الجمال رُوحاً ونَفْسَا!
كَم تُغَنِي بِكَ البِلادُ وتَشْدُو!
كَمْ تُغَنِي !! سِياحَةُ اليومِ أقْسَا
تَفْرشُ الأرضَ بالنِضَارِ وَتَسقِي
كُلَّ حُرٍ! ويَدْعِي اليومُ أمْسَى
كُلُّ وَجْهٍ مُلونٍ سَوفَ يَشْقَى
)كُلُّ قَلْبٍ مُقَلبٍ سَوفَ يَنْسَى!
* * * * *
مِنْ «رُبُوعِ البلادِ» أطْلقتَ دُنيا
مِنْ سُرورٍ!! يَضُمُ شَوقاً وَدَرسَا!
وَتُحَييّ السهولَ! تَلقَاكَ جَذلى
وَتَحييَّ الجِبالَ!! تَروِيك حَدْسَا
والصدى في نَواعِسِ النّاسِ يَشْدُو
وَيُغَنِي شَواطِئ الطُّهْرِ مَرْسَى
كُلُّ فَنٍ مُمَهْرَجٌ فِي ثَنَايَاهُ
وتَلْقَى بِه السماواتُ عُرْسا
•وينتهي العام ، ونستقبل العام الجديد، وكلنا يؤمل أن يكون عام خير وبركة، تُحلُّ فيه كل قضايا العرب والمسلمين على وجه البسيطة ويحل محلها الوئام والسلام والنصر والأخوة والتعاون والاعتصام بحبل الله الوثيق وعدم التفرق، وفي هذا المعنى يستقبل الشاعر عامه الجديد بقصيدة تنبض بالمحبة والأمل ورؤى الخير والسعادة عنوانها (ورقة من صفحة العالم الجديد ) ص (93) نقرأ منها:
عامٌ أَطلَّ! على الوجود هُمامُ
الأرضُ تمرحُ! والسماءُ سلامُ!
ونفائسُ الريحان في أنفاسه
فلٌ يطرز وجهه وخزامُ
والوردُ يُورد في النفوس
وتنتقي منه العيون! وللجمال غرامُ
روحٌ مطهرةٌ ! وقلبٌ مفعمٌ
وضراعةٌ وتضرعٌ وغمامُ!
* * * * * *
عامٌ أطلَّ ! على البسيطة مؤنسٌ
وكأنها وكأنه الأحلامُ
فجرٌ يطلُ على المدائن والقرى
وكأنه في الفرحة الأنسامُ
يهدي البقاع سروره وحبوره
وكأنه في العالم الأيامُ
وجه أبي ساف رٌ في حسنه
وعليه من حسن الكلام كلامُ!
خاتمة:
صور شعرية معبرة ووجدانيات جميلة أخّاذة تضمنها ديوان الشاعر يحلو لقارئها التفاعل مع معطياتها الإبداعية وأفكارها الناضجة.
وإلى اللقاء،،
- علي خضران القرني