قررت شابة أمريكية شراء سمكة زينة مقطوعة الذيل والزعانف ونسبة موتها تصل إلى95% للعناية بها كنوع من التحدي ومحاولة إثبات أن الاهتمام من الممكن أن يصنع المستحيل، وبالرغم من كل النصائح التي حاولت أن تثنيها عن فكرتها كسبت فكتوريا التحدي وبدل أن تموت سمكة الزينة بدأت زعانفها وذيلها بالنمو من جديد إلى أن عادت جميلة كما خلقها الله والسبب أن الشابة تعلمت كيف تعطيها ما تحتاج لتعود كما كانت وكما خلقت.
هذا الخبر دعاني للتفكير أن بأمكاننا منح الكثير لمن حولنا ومؤازرتهم وبث الأمل في كل موقف ألم بما نملك من خبرات ومهارات وتجارب لنمنحهم فرصة حياة جديدة تليق بهم وأننا يجب ألا نسمح بخسارة بعضنا ونحن قادرون على الفهم والعطاء والتصالح والعيش في سلام ومنح أنفسنا قبل غيرنا فرصة الحياة السعيدة.
مجرد شعورك أنك منحت غيرك أملا لمواصلة حياته يمنحك أنت بالمقابل الأمل أن الحياة -كما قال الأستاذ مفيد النويصر - مليئة بالحياة.
التحديات هي التي تفتح لنا ولمن حولنا أبواب الحياة من جديد والرغبة في العيش والتعايش وتقبل كل الظروف ومحاولة صناعة الفرصة رغم ضآلة الأمل.
التفهم والاهتمام أولى درجات العطاء فأنت لا تعط إلا بعد أن تعرف وتتفهم حاجة من حولك ولن تهتم إلا عندما تصل لقناعة بأنك خلقت لأجل مساعدة من يحتاج ومد يد العون لكل ملهوف للوصول بهم إلى قرار يقودهم لفرصة حياة تعود بها ثقتهم وشعورهم أنهم يملكون الكثير.
لا تبخلوا على بعضكم فالحياة لا تمضي إلا بعجلة البشر وتكاتفهم هم من يمنحونها الصفاء ويخلقون النور في رحم الظلام، هم من يزرعون الورد ليقطفوه فرحاً لكل من حولهم.
كونوا كما تحبون لكم ولهم ..!
- بدرية الشمري..
badreehk@gmail.com