الثقافية - محمد المرزوقي:
وصف شعراء مشاركون في «ليالي الشعر العربي» في دورتها الثانية (دورة الأعشى) اختيار اسم لكل دورة بأنه يزيد ارتباطنا برموز الشعر العربي، مقترحين أن يكون لرموز الشعر السعودي والشاعرات حقهم في التكريم المعنوي، من خلال إطلاق أسمائهم على الدورات المقبلة، أو من خلال اختيار تجاربهم الشعرية؛ لتكون ضمن الفعاليات، سواء من خلال المشاركة، أو عبر تقديم تجاربهم عبر قراءات شعرية ونقدية لتجاربهم الشعرية، مقترحين انتقال ليالي الشعر عبر مناطق المملكة من دورة إلى أخرى.
وعن شعار الدورة الثانية (دورة الأعشى) في مقابل مقترح تسمية الدورات المقبلة بأسماء شعراء أو شاعرات سعوديات قال الشاعر سعد الغريبي: إذا كان هناك تقليد درجت عليه ليالي الشعر، أو ما قد تواصله كشعارات لدوراتها المقبلة بأسماء شعراء عرب، فهذا مما يعطي هذه الليالي لفتة وإشارة إلى امتداد شعرنا العربي من خلال رموزه الشعرية؛ ليحضر في المقابل الشعراء والشاعرات السعوديات من خلال المشاركة في هذه الفعالية الشعرية من دورة إلى أخرى من مختلف مناطق المملكة، وليبقى التقليد من خلال ما اتخذته الدورتان الشعريتان؛ لما له من رمزية شعرية عربية. وأرى أن نبقي على هذه الأسماء بوصفهم رموزًا شعرية؛ حتى نكون متواصلين مع شعرنا العربي من خلال هذا الشعار، وما نجده عن كل رمز في كل دورة من أشعار وحديث عن شعريته.
ومضى الغريبي معلقًا على المقترح قائلاً: مما لا شك فيه أن لدينا أسماء شعرية وقامات إبداعية في مجال الشعر، من الشعراء والشاعرات، إلا أنني أرى أن يتم إطلاق أسمائهم من خلال فعاليات ثقافية أخرى، سواء كانت تلك الرموز الشعرية من الأحياء، أو ممن انتقلوا إلى رحمة الله. مقترحًا في ختام حديثه من خلال حضوره ليالي الشعر العربي في دورتها الثانية قائلاً: من الأهمية أن تزاد ليالي الشعر العربي؛ فمن المؤكد من خلال حضوري أن ليلتين لهذه الفعاليات لا تكفيان، فمهما قلنا عن تنوع البرنامج إلا أنه برنامج «محشور» حتى الساعة الحادية عشرة مساء؛ ومن المستحيل ومن الصعب أن يجد الزائر أو المشارك فسحته في المشاركة منذ السادسة مساء حتى الحادية عشرة بشكل متواصل؛ وهو ما يفرض تقسيم البرنامج إلى فئات، حسب نوعية المناسبة، سواء أمسيات، أو ندوات، أو تدشين إصدارات، أو تشكيلاً، أو غير ذلك من الفعاليات؛ إذ هناك من يفضل فعالية دون أخرى. والفعاليات المتواصلة خمس ساعات تبعث على طول انتظار فعالية لتأخذ دورها في الحضور؛ وهو ما يبعث على ملل آخرين جاؤوا من أجل فعالية معينة دون أن يكون لهم اهتمام بأخرى.
أما الشاعر إبراهيم مفتاح فقد وصف مقترح شعار دورات ليالي الشعر العربي قائلاً: من الجيد إقامة ليالي الشعر العربي، ومن الجيد - أيضًا - استحضار رموزنا العربية الشعرية القديمة؛ فربما هي عملية تراتبية عبر العصور، خاصة أن منشأ الكثير من الشعراء هو الجزيرة العربية، والكثير منهم نعيش على أطلالهم الشعرية في رحاب هذا الوطن الشاسع؛ ولذلك أرى أن تواصل ليالي الشعر العربي أسماءها في تراتبية زمانية لبعض الرموز من كل عصر وصولاً إلى شعراء المشهد السعودي من جيل إلى جيل؛ ليكون لهم نصيبهم من التكريم المعنوي عبر ليالي الشعر العربي. مقترحًا في ختام حديثه أن يحرص منظمو ليالي الشعر العربي على التطوير المستمر، ودعم فعالياتها بالابتكار والتجديد، والحرص على تنوع المشاركين وجذبهم إلى التفاعل مع هذا المنتدى الشعري السنوي. مردفًا بقوله: هناك معطيات تمتلكها ليالي الشعر بدءًا بما يوفره مركز الملك فهد الثقافي من إمكانات؛ ما يتطلب استثمار مقومات المكان لاستثمار المزيد من الأفكار التي تزيد من وهج ليالي الشعر العربي.
كما وصفت الشاعرة جوهرة يوسف اختيار شعار لكل دورة من ليالي الشعر بأنه له رسالة شعرية رمزية، مشيرة إلى أن القيمة في الرمز الشعري العربي ربما تكون حاضرة لدى عموم الشعراء والشاعرات، خاصة من خلال ربطها بفعاليات ارتباطية بها. مردفة قولها: أنا مع إطلاق أسماء شعراء وشاعرات سعوديات؛ لأن هذا مما يزيد الاحتفاء بشعرنا السعودي، إلى جانب ما نجده من احتفاء بالشعر السعودي من خلال المشاركة في فعاليات هذه الليالي. معلقة على مسألة (الجدل) الذي قد يعقب اختيار رمز من رموز الشعر السعودي بقولها: لا أتصور أن يكون الاختيار مثيرًا للجدل، خاصة متى ما آمنا بقيمة وقامة الرمز الشعرية الذي يتم إطلاقه شعرًا لدورة من دورات ليالي الشعر العربي، خاصة ما تشهده الساحة الشعرية اليوم من أسماء أصبحت معروفة، ولها مشاركتها على مستوى الوطن العربي. مقترحة أن يتم تنفيذ كل دورة من ليالي الشعر العربي في منطقة من مناطق المملكة؛ ما يزيد من تنوع المشاركة، وتنوع الحضور. مؤكدة من جانب آخر مزيدًا من إتاحة المشاركة للمواهب الشابة، ومشيدة بما حققته الدورة الثانية من تنوع وتناغم في الفعاليات.