م. خالد إبراهيم الحجي
إن الأجهزة الذكية هي أجهزة إلكترونية في الغالب تكون متصلة سواء بشكل مستقل أو عن طريق أجهزه أخرى مع شبكة الإنترنت بواسطة الـ«واي فاي» أو البلوتوث أو شبكة الاتصالات الجيل الرابع (الجي فور). وسباق التكنولوجيا الحديثة، والتطور المذهل والتقدم المستمر أدى إلى انتشار تكنولوجيا الأجهزة الذكية التفاعلية (الساعات والجوالات والحواسيب وغيرها) وأصبحت في تزايد مستمر، والأحدث منها الذي يشتمل على إمكانيات أكثر ويتميز بخدمات أفضل يغزو الأسواق العالمية بسرعة فائقة، ويُقْبِلُ الناس على شرائها للسببين التاليين:
أ): الاستفادة من خدماتها، مثل: خدمة إطفاء أنوار الغرف بالجوالات، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمكنك من الاتصال بثلاجتك لمعرفة أصناف الأطعمة التي نفدت لتشتريها وتضيفها إليها مرة أخرى.
ب): التسلية والفائدة والمتعة والترويح والترفيه عن النفس، مثل: ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية (التأثير المتبادل) التي تتعرف على الأطفال وتتصرف وفق أنماط سلوكية عديدة وتُغير أفعالها التبادلية حسب البواعث والمحفزات المحيطة بها. وكثير من الأطفال والآباء والأمهات يظنون أو يعتقدون أن الألعاب الذكية التفاعلية لا يستطيع الغرباء الوصول إليها، أو أنها مجهزة بالاحتياطات الأمنية القوية التي تحفظ خصوصيات أطفالهم وأبنائهم مع أن الحقيقة والواقع الفعلي غير ذلك؛ لأن الألعاب الذكية التفاعلية مرتبطة بالإنترنت، وكي تكون تفاعلية وصديقة مع الأطفال يتطلب منها تصوير الأطفال وتسجيل أصواتهم ومعرفة أسمائهم وتوثيق تفاعلاتهم وحفظها وتخزينها. لذلك أصبحت الضرورة ملحة بالنسبة للآباء والأمهات ليدركوا أن ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية قد تحولت من مجرد دمًى صامتة، ونماذج مجسمة للعب بها كما كان سابقاً إلى أجهزةٍ ذكيةٍ تفاعليةٍ صديقةٍ للأطفال، تحتاج إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والضمانات الكافية، لتحقيق أمن المعلومات وحمايتها من الاختراقات الإلكترونية بواسطة «الهكرز» لعدم تمكينهم من استرجاع البيانات، وجمع المعلومات الخاصة بالأطفال بسبب ارتباطها بالإنترنت.
وقد تم رصد بعض ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية التي يوجد بها خاصية التعرف على الأصوات، والأشكال والتفاعلات وإرسالها عبر الإنترنت إلى قواعدة البيانات الحاسوبية المختلفة لاستخدامها لأغراض تطوير ألعاب الأطفال، أو وصول المعلومات إلى الطرف الثالث (الموزعين) لأغراض التسويق وزيادة المبيعات، أو لأغراض أخرى تضر الأطفال والأسرة. وقد حذرت دولتان أوروبيتان من خطورتها على الأطفال والأسر.
الدولة الأولي: النرويج: التي صدر فيها تقارير من مجلس حماية المستهلك النرويجي أفادت وأكدت أن عدداً من ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية فشلت إلى حد كبير فشلاً ذريعاً في تحقيق الحد الأدنى من معايير حقوق المستهلك الأساسية في المحافظة على خصوصياته، وتحقيق الضمانات واحتياطات الأمان اللازمة لحمايته التي تعرف بأمن المعلومات، لعدم تمكين «الهكرز» من السيطرة على ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية من خلال شبكة الإنترنت من مسافات بعيدة باستعمال الجوالات، والتواصل معهم والاستماع إلى تفاعلاتهم مع ألعابهم.
الدولة الثانية: ألمانيا: التي صدر فيها تقارير من مجلس حماية المستهلك الألماني أثارت القلق والمخاوف، ودقت أجراس الإنذار والخطر بعد ضبط سلسلة من حوادث الاختراقات الإلكترونية بواسطة «الهكرز» لألعاب الأطفال الذكية التفاعلية، وحثت الآباء والأمهات على مقاطعة بعض الماركات الشهيرة مثل ساعات الأطفال الذكية التفاعلية من إنتاج شركة «في تك» التي تستخدم لتتبع تحركات الأطفال وبث أماكن تواجدهم عبر شبكة الإنترنت إلى الآباء والأمهات..
من المرجح جداً أن ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية ستزداد شعبية في المستقبل مما يعني الحاجة إلى مزيد من الاحتياطات الصارمة لأمن المعلومات تشمل إلزام المُصَنِّعِين تشفير المعلومات والبيانات التي تخزنها الألعاب الذكية التفاعلية في ذاكراتها الإلكترونية. والأنظمة الحكومية يمكن أن تلعب دوراً فعالاً لضمان أمن المعلومات للأطفال والمحافظة على خصوصيتهم.
الخلاصة:
إن قانون حماية الخصوصية عبر الإنترنت يجب أن يشمل ألعاب الأطفال الذكية التفاعلية لئلا يحجم الآباء والأمهات عن شرائها.