سمر المقرن
أفكر كثيراً بمعاش المتقاعد المتوفي الذي ليس له أسرة، إذ أنه سنوات طويلة يعمل وتقتطع التأمينات الاجتماعية كل شهر رسوم الاشتراك من راتبه، وبعد وفاته لا يوجد لديه أحد يستفيد من هذا الاشتراك.. بالفعل أفكر كثيراً بألم على حال هؤلاء الموتى -رحمهم الله- وأود بعد تفكير عميق أن أضع بعض الاقتراحات التي قد تساعد في إيجاد صدقة جارية لهم بعد وفاتهم وهي من رواتبهم وليس لأحد منهم فيها منّة ولا فضل، فلو أن معاش المتقاعد المتوفي يذهب إلى جمعيات خيرية وأسر محتاجة وأيتام لمدة محددة كأن تكون على الأقل خمس سنوات، فهذه صدقة جارية له، وفي الوقت نفسه تكون مساهمة فاعلة في أعمال الخير، فهذا المتقاعد المتوفي «المقطوع» لن يجد خلفه من يتصدق عنه أو يعمل أعمال خيرية على روحه، فما المانع أن يكون راتبه ولمدة محددة صدقة جارية قد تنجيه من عذاب أو ترفعه في درجات الجنة؟ لا أرى من المنطق أن يموت هذا المتقاعد وينقطع راتبه الذي عاش سنوات وهو يدفع كل شهر قيمة اشتراك التأمينات الاجتماعية، ثم لا أحد يستفيد من هذا الراتب؟!
هذه الفئة مهمة جداً في المجتمع، ومن المهم أن نفكر بأوضاعهم حتى بعد وفاتهم، والفائدة ستعم المجتمع وليس الشخص المتوفي وحده، فكم من جمعية خيرية تنتظر أن يأتيها مساعدات، وكم من أرملة أو مطلقة أو يتيم يتمنى أن تأتيه مثل هذه المساعدات.. لذا أضيف إلى ما اقترحت أن يكون لدينا جمعية خاصة بالمتقاعدين المقطوعين بعد الوفاة، وأن تكون مهام هذه الجمعية هي تنسيق وصول رواتبهم لمن هو بحاجتها، وأظن أن هذا العمل لن يكون صعباً إذا ما تم بالتعاون مع التأمينات الاجتماعية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية وكذلك الجهات والمؤسسات المعنية، وبهذا نكون فتحنا مورداً لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ومورداً للصدقة الجارية لمن قد لا يجد من يدعو له بعد وفاته، ولعل معاش التأمينات الاجتماعية هذا يكون له شفيعاً عند رب العالمين، في وقت يحتاج فيه الميت ولو شربة ماء صدقة، رحم الله هؤلاء وجعل هذا المقترح شفيعاً لي ولهم.