د. عبدالرحمن الشلاش
لا أعتقد أن مجرد زيارة وزير التعليم لبعض مدارس منطقة مكة المكرمة وبث بعض التطمينات عن مرض الجرب الجلدي المعدي سيحل ولو جزءا بسيطا من هذه المشكلة, فالمرض تكمن خطورته في أنه معد، وينتقل بمجرد الاحتكاك بين الطلبة أو استخدام الملابس لذلك ترك هذا الوباء دون تدخل عاجل من وزارة الصحة سيؤدي إلى اتساع رقعته بصورة قد يصعب السيطرة عليه.
لا بد من عمل مسح شامل لتحديد المناطق الموبوءة. الأغرب أن علاج هذا المرض بشهادة أكثر من طبيب من أطباء الأمراض الجلدية غير متوافر في السعودية ولا أدري ما هي الأسباب؟ لعل وزارة الصحة تسارع في توفيره فكثير من الناس هنا في السعودية لا يهمهم دفع قيمته المهم يكون موجودا وفي كل الصيدليات ما المانع؟ أحد الآباء أصيب ثلاثة من أبنائه وبناته ولم يترك مكانا إلا وبحث فيه، لكنه لم يجد العلاج إلا خارج المملكة، وفي دولة أقل إمكانات من السعودية!.
حالة من القلق والانزعاج سرت بين أولياء الأمور بعد انتشار مرض الجرب في مكة المكرمة رغم إغلاق بعض المدارس، والتطمينات بعزل المصابين والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتهوين مدير تعليم مكة المكرمة للأمر حينما وصف الجرب بالزكام في تشبيه أثار ردود فعل غاضبة، وكنت أتمنى لو أن سعادته قد أحال الأمر لأحد المتخصصين ليتحدث عن الموضوع بكل أبعاده لكان أفضل وأجدى.
ما حدث كشف بكل وضوح خللاً ظاهراً في الإجراءات الاحترازية وخاصة في المدارس المكتظة بالطلاب أو الطالبات وفي المناطق الشعبية، أو تلك التي تعاني من هبوط حاد في مستوى الوعي الصحي أو التدني في مستوى النظافة، كما كشف عن قصور في توفير الخدمات الصحية المدرسية، وأثار تساؤلات عن الوحدات الصحية المدرسية ومصيرها.
حتى لا تتسع دائرة هذه النوعية المعدية من الأمراض مطلوب بصورة عاجلة تثقيف الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، والتوعية بأساليب مكافحة العدوى ومنها الكشف المبكر وعزل المصابين وتوفير العلاج بأقصى سرعة، وتكثيف زيارات الفرق الصحية للمدارس، وقبل ذلك الحرص على النظافة والتعقيم، فوصول عدد الحالات المصابة في منطقة واحدة إلى 619 حالة ليست بالسهلة والمقبولة.