تقوم علاقة المملكة العربية السعودية بدول العالم على الاحترام المتبادل وتعزيز العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة.
وقد يخفى على البعض أن جهود الوزارة ليست فقط تلك الرحلات المكوكية الدولية لمعالي الوزير وللمسئولين في الوزارة للمشاركة في مؤتمرات أو توقيع اتفاقيات أو متابعة شؤون دولية رسمية مختلفة بالخارج، ولكنها تبدأ من الداخل ومن خلال علاقة الوزارة بسفارات الدول في المملكة العربية السعودية، ولا تقتصر تلك العلاقة على علاقة الوزارة الرسمية بالبعثات الدبلوماسية وبسفراء تلك الدول بل وتشمل الاهتمام بكل أعضاء البعثة وبأُسرهم من المقيمين معهم على أرض المملكة من خلال أنشطة ثقافية واجتماعية، تقدم لهم كل المعلومات الضرورية ليكونوا جزءًا من النسيج المجتمعي السعودي، فتعرّفهم بثقافة المملكة وتاريخها والعلاقة الأخوية الوثيقة لدولهم بالمملكة على امتداد عقود مضت، وهذا من شأنه تأصيل العلاقات الرسمية الدبلوماسية بين الدول وتعزيز الثقة.
وتشرك الوزارة أعضاء البعثات الدبلوماسية وأسرهم في برامج ومناسبات عديدة، ومن تلك ما تقوم به من خلال وكالة المراسم، ولعل أحدثها كان قبل أيام عدة وهي رحلة أعضاء البعثة وأسرهم إلى مدينة العلا وزيارة مدائن صالح والمواقع الأثرية المختلفة كمالمدينة القديمة فيها، وشملت الرحلة حتى الأبناء الصغار. وهذه التجربة من وجهة نظري بقدر ما أسعدتهم وقدمت لهم الجديد والمختلف عن ثقافاتهم فإنها أيضًا توصل الصورة الإيجابية للمملكة وتاريخها وتراثها، وستنتقل تلك التجربة الثرية مع هولاء الأطفال إلى زملائهم وأقرانهم حين يعودون إلى بلدانهم وهي تجارب معاشة تغني عن كل ما يقرؤون أو يسمعون أو يشاهدون على وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، وسيكون هولاء الأطفال سفراء صغار للمملكة في أوطانهم، وهي فرصة لكل البعثة الدبلوماسية للتعرف على المواطن السعودي وتراثه وتاريخه في صورته الحقيقية، وهو المحب الكريم والمرحب بالآخر على أرضه.
سبق تلك التجربة الحديثة أيضًا زيارتهم للجنادرية قبل أسابيع عدة، وشخصيًا أكن كل الاحترام لأصدقائنا السفراء في المملكة وأسرهم وأتواصل معهم في مناسباتهم الوطنية بين الحين والآخر، وأسعد بمعرفتي لحجم تقديرهم ومدى رضاهم عن تلك الأنشطة التي تعرفهم بالمجتمع السعودي، وأضع نفسي في أماكنهم حين أكون في الخارج وأرغب في معرفة المزيد عن ثقافات المجتمعات التي أكون فيها حتى لو كان ذلك لوقت قصير فكيف باناس يعيشون بيننا لسنوات. الجهود تُذكر فتُشكر، ولذا كان من المهم الإشادة بجهود وزارة الخارجية والقائمين عليها في القطاعات كافة وعلى رأسهم معالي الوزير الأستاذ عادل الجبير، وفقهم الله وسدد خطاهم لما فيه خير ونماء الوطن.