التاريخ سجل شرف, ولكن هناك من يسجلون لأنفسهم اسماً بالتاريخ من خلال أقذر وأوسخ وأشنع أبوابه للأسف، فدولة قطر سجلت اسمها في ذلكم السجل المنحرف كونها أول دولة خليجية عربية ومسلمة تتقدم بشكوى في الأمم المتحدة ضد المملكة العربية السعودية، متهمة إياها بأنها تمنع القطريين من الحج، وهذا بحمد الله لم يحدث، واعتبرت قطر أن ذلك تسييس للشعائر الدينية واستخدمت تلكم الحجة الواهية لتحقيق مكاسب سياسية للأسف، وكانت ما تسمى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية قد رفعت شكوى إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة بشأن التضييقات السعودية على حجاجها ومعتمريها، ولم تكتف بذلك، بل عملت على خطوات أخرى لدى المنظمة الأممية في إطار تدويل القضية.
وقامت قطر بهذه الخطوة رغم تأكيد المملكة عشرات المرات أن ليس هناك أي مانع من تأدية الإخوة القطريين مناسك الحج والعمرة وهذا ما تم بحمد الله.
وبسبب علاقة قادتها المريبة والمشبوهة بطهران المجوسية «أو الشريفة حسب وصف قادة قطر»، فقد انسلخت قطر عن نسيجها الخليجي والعربي ونسيت تاريخ المنطقة. لذلك فمن المنطقي معرفة بأن كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عبر التاريخ كله، يعرف أن المسئول عن شئون الحج وخدمة الحجاج والمعتمرين في العهد الإسلامي، وحتى قبل ذلك في الجاهلية، كان أهل مكة والسلطة والدولة التي تتبعها تلك البقعة الطاهرة، فمن السذاجة ما يقوم به قادة قطر. ومن المعيب أن تنفيذ الأجندة الإيرانية ليس في دعم الإرهاب فحسب، وإنما في التعدي على قبلة المسلمين، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاولة تقديمهما هدية للفرس المجوس الأنجاس بعدما ساعدتهم في اغتصاب والسيطرة على العديد من العواصم العربية, فخدمة الحرمين الشريفين منذ فجر الاسلام اختصها الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل الجزيرة العربية عندما دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه مفتاح الكعبة المشرفة, وقال خذوها يابني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم أحد إلا ظالم .. فهو حق ثابت للمملكة العربية السعودية لا ينازعها فيه أحد. فحكمة الله في هذه الأرض هي وجود الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية. وحده رب العالمين سبحانه وتعالى يعلم أن أهلها قادرون على صون الحرمين الشريفين والحفاظ عليهما واستضافة الملايين من البشر طوال العام يومياً وخدمة جميع المسلمين بمحبة وسخاء وكرم وبرحابة صدر. ويثير الاشمئزاز والاستغراب والسخرية فعلاً أن الذي يطالب بتدويل الحرمين الشريفين ليس له مطالبات بتدويل وإدارة القدس والمسجد الأقصى مثلاً ! أو أنهم مستأمنين للصهاينة ولليهود وراضين عنهم ولكن ليس عنا بالطبع. السعودية هي الدولة المتميزة في العصر الحديث التي أعطت خدمة الحرمين الشريفين وللحجاج والمعتمرين أولوية قصوى، حيث يعتبر الأمن والاستقرار في المملكة متميزا ولا نجد مثيلاً لهذا الأمن في دولة عربية أو إسلامية مماثلة للمملكة في أمنها واستقرارها وسكونها وذلك تثبته جميع الإحصائيات الدولية والعالمية المستقلة والهيئات المختصة ويثبته كذلك الواقع الملموس بحمد الله. المملكة التي صرفت مئات المليارات من ميزانياتها منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه, وما زالت تصرف الكثير من ميزانياتها على الحرمين الشريفين حتى اليوم على تطوير الحرمين خلال العقود المتتابعة، لم تسعَ يوماً لاستغلال الحرمين الشريفينفي أي أمر ولا حتى في خلافاتها السياسية حتى مع أشد الدول إرهاباً.
للأسف أقولها أن هذه المشكلة مع قطر أثبتت اننا أمام عدو حقيقي غادر وخائن وفاجر وليست لديه أية موانع دينية ولا أخلاقية ولا قواعد للحرب يكفلها شرف الخصومة لأنهم لا يواجهون ولا يعيشون إلا بالمؤامرات والخيانات والخسة والكذب والانحطاط، يقومون بإنشاء المنظمات الإرهابية في العديد من الدول، ومثبت عليهم العمالة للأعداء والخيانة للصديق يقودهم عضو كنيست متهم بخيانة لصالح إسرائيل ولصالح حزب الله، فلا نتوقع منهم ألا يقحموا ورقة الحرمين، ولكن ماذا أعددنا لمكافحة سرطانهم هذا؟.
وللأسف فقد أعمل قادة قطر قناة الجزيرة الصهيونية لمهاجمة المملكة صباح مساء وفي كل اتجاه فلسان حال قادتها تقول إذا لم تقبلوا بقطر بحالها هذه فسوف نحاربكم بإعلام الجزيرة وهي للأسف تشن حرباً إعلامية لا هوادة فيها علينا كلنا كسعوديين وكعرب وكمسلمين لان هذا الموضوع يمس كل سعودي وعربي ومسلم.