ثناء الفتى يبقى ويفنى ثراءه
فلا تكتسب بالمال شيئاً سوى «الأجر»
فقد أبلت الأيام كعباً وحاتماً
وذكرهما غضٌ جديد إلى الحشر
ما أحلى وألذّ على القلوب من التسابق على البذل في الأعمال الخيرية، وفي أوجه البر والإحسان، والتفاني في تطوير مهاوي الرؤوس، والتنويه بأفضال الكرماء سراً وجهرًاً..، ولقد أجاد الشاعر القائل:
يهوى الثناء مبرز ومقصر
حب الثناء طبيعة الإنسان
فالشكر والثناء تألفه النفوس غير المبالغ فيه..، ففيه شحذ الهمم، وتخليداً لذكرهم الحسن على تعاقب الأيام والأزمان.
فبدعوة كريمة تلقيتها من الأخ الصديق الأديب عبدالعزيز بن حمد السويلم -أبو سعود- عضو المجلس المحلي بمدينة الرياض، لحضور حفل تكريم عدد من رجال الأعمال وعدد من المواطنين الداعمين لقصر الضيافة، وإعادة بناء قصر الجماعة التراثي، وهذا التعاون والتكاتف لا يستغرب على أبناء محافظة ثادق دوماً:
إذا الحمل الثقيل توزعته
أكف القوم خف على الرقاب
حيث أصبحت محافظتهم الجميلة تضاهي المحافظات الأخرى تمدداً واتساعاً عمرانياً منسقاً، ومجملاً بالحدائق الزاهية، ومواقعاً لترفيه الأطفال في كل حي، مواكبين ركب الحضارة في جوانب بلادهم، وهذا شأن جميع المخلصين..، ولا ننسى أعمال رؤساء البلديات وموظفيهم على مستوى الوطن، فهم يتحملون العبء الأكبر في خدمة المجتمع عامة..،
وبعد صلاة ظهر يوم السبت 22-6-1439هـ أخذت جموع غفيرة يتقاطرون على ذاك القصر المنيف قصر الضيافة المتربع على قمة الجبل المطل على الطريق العام بمحافظة ثادق..، يتقدمهم الأستاذ الشاب سلمان بن عبدالله العجمي محافظ ثادق المكلف، وعدد من المشايخ والأدباء ورجال العمال المخلصين..، ثم استهل حفل التكريم المبارك بآيات من الذكر الحكيم رتلها القارئ الفاضل إبراهيم بن فهد السعيد، ثم توالت كلمات الترحيب الجزلة، والقصائد جيدة السبك، فأنا لم أتمكن من الحضور إلا في أثناء الحفل، ولم أسمع ما قيل في أوله من كلمات وقصائد، لأشكر كل واحد منهم فمعذرة..،
ثم قام الأستاذ محمد بن ناصر الهاجري بتقديم أسماء المكرمين، بعد ذلك نهض المحافظ، وعدد من الأساتذة الوجهاء بتسليم الدروع للمكرمين شاكرين لهم ومقدرين، وهذا مما يُبهج نفوس الحضور..، الذي لفت نظري وأشاهده كثيراً في بعض مناسبات حفل التكريم ضخامة أحجام الدروع المكلفة مادياً، فهي تأخذ حيزاً كبيراً من أماكن المكرمين..، والذي أتمناه إذا لم يكن بد من تقديمها أن تكون بحجم صغير كحجم التقويم الحائطي أو ما يقاربه..، والأفضل من ذلك أن يختار وينتقى بعض الكتب النفيسة، مع إرفاق عطر زكي الرائحة..، بعد ذلك أومأ المشرف على الحفل بالاتجاه إلى مائدة طعام الغداء الفخمة مُرحباً بالحضور، والحقيقة أن هذه المناسبة المباركة فيها تجديد للقاءات والتعارف..، شاكراً ومقدراً لأخي العزيز الأستاذ الحبيب عبدالعزيز بن حمد السويلم على حفاوته بنا دوماً، ولجميع مواطني محافظة ثادق..، مختتماً هذا المقال الموجز بهذا البيت لأبي الطيب المتنبي:
وكل امرئ يُولي الجميل محببٌ
وكل مكان ينبت العز طيب