أحمد بن عبدالرحمن الجبير
التفكير في المستقبل ليس مهمة الدولة فقط، بل أيضاً مهمة مؤسسات المجتمع الأهلي والمؤسسات العامة والخاصة، والخبراء والمستشارين، وصناع القرار مما يدفع إلى تعزيز المشاركة الجادة مع القطاع الخاص، ورجال المال والأعمال والخبراء والمستشارين في عمل البحوث والدراسات، والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل والتوظيف الأمثل للموارد.
فمركز الملك عبدالله (كابسارك KAPSARC) مركز دراسات وأبحاث علمي ومهني متخصص في الدراسات والبحوث والتخطيط للمستقبل، وخلق بيئة واقتصاد سعودي مستدام، وتحسين موارد الطاقة بأبحاث علمية ومهنية مدروسة، ووضع خارطة طريق لكل هدف تصبو إليه بلادنا في ظل التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، التي يقودها سمو ولي العهد بكل اقتدار.
وتعود فكرة إنشاء المركز (كابسارك KAPSARC) للملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ويعد مركزاً متخصصاً في تحسين تقنيات الطاقة، والدراسات البيئية والمناخية، ويعمل على إيجاد حلول، ودراسات وأبحاث اقتصادية، لصناع القرار والحفاظ على البيئة، والمناخ لتفيد الأفراد والمجتمعات والدول، ويشرف عليه نخبة من فريق العمل المتخصص.
وهدف المركز إيجاد أفضل الحلول لتطوير الكفاءة، وتحسين الإنتاج في مجال الطاقة، وخفض تكاليف أسعار الوقود الصناعي والكهربائي، وتقليل انبعاثات الغازات وتلوث الهواء، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون ضمن اتفاقية باريس، وتخفيف التكاليف عن الأفراد والأسر ذات الدخل المنخفض، وتحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة للمملكة.
الثلاثاء الماضي سعدنا بحضور اللقاء الاقتصادي الثاني الذي نظمه مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك KAPSARC) ونوقش فيه إدارة صناديق إيرادات الاستقرار النفطية، وإعادة هيكلة قطاع توليد الكهرباء في المملكة وأثر وقود السيارات على الرفاه الاجتماعي، وسياسات التغير المناخي، وكان اللقاء رائع وأكثر دقة وموضوعية.
وكان للنقاش صدى واسع، كونه كلامًا مفيداً في معلوماته وإستراتيجياته البعيدة فيما يتعلّق بتحسين مصادر الطاقة والمناخ، وبروز المملكة كقوة اقتصاديَّة فاعلة ومؤثِّرة في السياسة الدوليَّة، وهذا التبصر الإستراتيجي جاء نتيجة لمعرفة حقيقية لأسواق الطاقة، وفي إشارة ذكية في كيفية استخراج الموارد وإيصالها للأسواق بكفاءة وموثوقية واستدامة.
وتعد ورش العمل التي يعقدها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية فرصة لتبادل الآراء والتجارب بين الباحثين في المركز وصانع القرار، حيث يهتم المركز بدراسة سياسات الطاقة بكافة أنواعها ومصادرها، وما يتعلق بها من اقتصاديات وتقنيات وتأثيرها على البيئة، وحماية الاقتصاد السعودي من صدمات أسعار الطاقة» في الأسواق العالمية.
فمراكز الملك عبدالله (كابسارك KAPSARC) يسهم في قراءة المستقبل، واستشرافه لحقبة أعوام قادمة، حيث يتسم العمل في هذه المراكز بالتخصصية والخبرة، ومعرفة دقيقة بالشؤون المحلية والإقليمية والعالمية، وبالتحديات الماثلة والمتوقعة، وبالفرص المنظورة، بما يساعد على تحقيق متطلبات الفرد والمجتمع والدولة، وفقا للحاجات المستقبلية، وبما يلبي احتياجات صناع القرار، والاقتصاد السعودي الجديد.
لقد سعدنا باللقاء وما شاهدناه من حسن تنظيم الذي أثلج صدورنا، ويستحقون عليه الشكر، وبخاصة رئيس اللقاء الأستاذ صالح الشبيلي، والشكر موصول لرئيس المركز ونائبه وفريق العمل والمتحدثين في اللقاء والحضور ونتطلع إلى أن يكون المركز متميزاً في أدائه، راقياً في دراساته، ومتفوقاً على المستويين المحلي والدولي، وإعداد كوادر وطنية سعودية متحمسة.