خالد الربيعان
في الوقت الذي نتحدث فيه عن التجارب الأجنبية ، وكيف نكون عندنا رياضة احترافية لنسوقها للخارج.. هناك من يريد شدنا للوراء.. تتحدث عن بنية تحتية رياضية.. بنية تعني التأسيس الصحيح لمنظومة ملاعب وأهداف للرياضة بعيدة المدى وخطة تسويق واستثمار رياضي وبنية تحتية إدارية وقانونية ، وتنظيم للعملية الإعلامية .. نتحدث عن هذا الآن .. لأننا مللنا !
لأن الوقت قد أزف .. إن لم يكن الآن فمتى ؟!
في نفس الوقت وكالعادة أول عقبة تواجه أي تطور وحركة هم الحرس القديم ، وجوه معينة مازالت بضاعتها «فراغ» ومحتواها «عبث» !
نعم محتوى عبثي ..بضاعة من عينة « من هو نادي القرن» ..» هذا هو أفضل نادي أسيوي» .. «بلاشك هذا هو الملكي».. «هذا بحق هو العالمي» .. «هذا اللاعب أفضل من ذاك»!! تسخين .. مصارعة كلامية .. جدال عقيم يتكرر في كل وقت وبلا فائدة ! .. فقط لهدف عمل «ترند» على الشاشة بتحقيق أهداف الخطة وهي أهداف بدائية ! عمل مشاهدات ، جمع زيارات، جلب إعلانات! الهدف هو «سعادة صاحب القناة «! وليس» مصلحة الوطن»!
لماذا علينا أن نناقش أدق تفاصيل مشاكلنا ونقد منتخبنا وجهازه ولاعبيه أمام كل الدنيا ! ، لماذا نشعر الجميع أننا دائماً في حالة استنفار وتربص وغليان ! على ماذا يا إخوان؟!.. إنها رياضة .. هذه كرة قدم ..لو مارسناها بكل هذه العصبية وبكل هذا الاستنفار والشحن فهي بالتأكيد ممارسة غير صحية ! ممارسة تشبه الأصلية ! ولكنها ليست الطريقة الصحيحة !
هل نصب «خيمة» ووضع كاميرا فيها لنشاهد مدة تقارب الساعتين تراشق ألفاظ وهجوم وفتن وخلاف وتلميح وتصريح ..هل هذا جيد، صحي ؟، ما جدوى أن نرى بث من داخل مجلس يشبه أي مجلس من مجالسنا ..على شاشة التلفاز ! ما الفرق ! هل الهجوم من هذا والرد المنفعل من ذاك ولهاث المذيع ورائهما « اعطه فرصة.. سأعطيك المجال».. هل هذا هو الفرق الذي يميز هذا المجلس عن مجالسنا مثلاً ففاز بشرف البث الفضائي ؟!
التعميم دليل على ضيق أفق ، وليس الإعلام الرياضي كله نفس الشيء أو المنتج، ولكن الصحيح أن نفعله هو طرد و اجتثاث الظواهر غير الصحية فيه، والمنتفعين فقط به ، والمتسلقين عليه ، والمستفيدين على حساب الجماهير منه !
يجب أن يكون لإعلامنا الرياضي واجهة مشرفة مميزة، ذكاء، سرعة بديهة، احترافية، ثقافة كبيرة، طلاقة لسان، أدب وتهذيب، نبل في الهدف والمقصد !
لا يجب بالمرة وغير مقبول مثلاً أن ما نحاول تربية أطفالنا عليه هو تماما ما نفعل عكسه!: الكلام البذيء، أسماء مستهلكة من النوع الذي يعرف أننا كرهنا طلتهم وأسمائهم ومازالوا يطلون علينا في برود منقطع النظير، مصلحة الوطن على أفواههم طيلة الوقت والمصلحة منهم براء !
السؤال الأهم والأضخم هنا هو: كيف نسوق رياضتنا وهؤلاء واجهتها ؟!
السؤال مرة أخرى: كيف نظهر أمام العالم في المونديال القادم والعالم فيه من يقع بالصدفة على برنامج محلي عندنا ويرى مستوى الحوار بهذا الشكل ؟
السؤال مرة ثالثة: ما الموعد الذي نرى فيه قرار قوي كقرارات الهيئة العامة للرياضة الفترة الأخيرة ولكن هذه المرة يخص الإعلام الرياضي، أن نترك كل الوجوه الحالية كما هي و ( لكن) يكون هناك منظومة ولائحة محددة الألفاظ والبنود لسياسة الإعلام الرياضي العامة، هذا ممنوع وهذا مقبول، من يفعل هذا فعقوبته «إراحتنا منه»!، برامج الشو والتراشق و « مصارعة الديوك» ممنوعة مثلاً !
حكمة المقال: يارب أجد صدى لهذا المقال !
على اليوتيوب!
تعاطفك مع كاتب المقال « مو كفاية» ! بل لفهم المقال بصورة أفضل اكتب في اليوتيوب هذه العبارة بالحرف « سقطات الإعلام الرياضي إلى متى ؟» وشاهد ما حفزني لكتابة هذا الكلام !