علي الصحن
الخروج من السباق الآسيوي مبكراً يحدث للهلال للمرة الأولى منذ عام 2006م، لم يعتد الهلاليون مشاهدة فريقهم وهو يعحز عن قص تذكرة العبور للدور التالي، وفي ذلك رسالة صريحة لصناع القرار الأزرق بأن القادم صعب، وأن الجهود يجب أن تتضاعف من أجل الحفاظ على مكتسبات الهلال وقيمته وقيمه واستمرار إنجازاته.
من السهل جداً أن يعلق أي مسؤول في أي ناد إخفاقات فريقه على مشجب التحكيم والظروف - رغم إيماني بأن معه حق في بعض الأحيان - وأن يرمي خسائره على قارعة طريق الحظ، لكن الحقيقة ما تلبث أن تظهر في النهاية، وتظهر معها نتيجة العمل الذي قدمه المسؤول ومن يعمل معه.
مراراً.. قلنا إن الهلال هذا الموسم ليس الهلال الذي نعرفه، ومن بداية الموسم والمؤشرات تقول إن الفريق سيعاني كثيراً، فقد كان يفوز بصعوبة ويتجاوز منافسيه بشق الأنفس، وجاءت الخسارة في النهائي الآسيوي وما تلاها من ظروف لتسقطه في دوامة تأرجحت فيها النتائج، وبانت كل عناوين المعاناة.
(الهلال يمرض ولا يموت) عبارة رددها الهلاليون كثيراً في السنوات السابقة، وهم يرون أن فريقهم إن توعك أو توكأ، فإنه لا يلبث أن يعود سيرته الأولى بطلاً قوياً منافساً لا يشق له غبار، والسؤال اليوم: لماذا يمرض الهلال أصلاً ولم لا توفر له أسباب الوقاية بدلاً من الوقوع في المحذور ثم البحث عن العلة وأسبابها وتوزيع الاتهامات بشأنها وطرق أبواب علاجها، وقد يعز في بعض الأحيان ويتأخر أحياناً أخرى.
الأمير نواف بن سعد عمل الكثير من أجل الهلال في السنوات السابقة، إن في مقعد الرئيس أو النائب أو الشرفي، ولن نبخسه أشياءه وحقوقه وتشهد له النتائج، لكن عمل الإدارة هذا الموسم شابه الكثير من القصور، وهو ما أفضى إلى الواقع الذي يعيشه الفريق الكروي بالنادي.
القصور في الاستعداد للموسم والقصور في خيارات اللاعبين الأجانب في الفترتين الصيفية والشتوية والقصور في ملفات اللاعبين المحليين من يبقى ومن يرحل ومن يستقطب، والقصور في التعامل مع قرارات دياز التي ما زالت آثارها تكبل الفريق حتى اليوم.
حتى يعود الهلال لا بد من فتح كل الملفات، وعلاج كل المشاكل وبتر كل العلل، الهلال لا يمكن أن يبقى رهين المجاملات ولا القرارات الفردية ولا الشروط.. الهلال للجميع يختلفون في كل شيء ويتفقون عليه، وحتى يعود الهلال لابد من التجديد والإحلال، من البديهي أن هناك مدرب جديد للفريق، ومعه لا بد أن تأتي إدارة جديدة ودعم الفريق بلاعبين جدد، هل نكرر القول إن هناك لاعبون قد قدموا كل شيء وأن استمرارهم ضره أكثر من نفعه؟
يلعب الهلال بعد غد مباراة حسم أمام الأهلي، وكلاهما يريد أن ينهي موسمه بلقب بدلاً من الخروج صفر اليدين، وعلى الورق تبدو حظوظ الأهلي أقوى للكسب فهو على ملعبه وهو أكثر استقراراً وأفضل وضعاً ولديه أدوات حسم عدة، ومدربه يتفوق بمراحل على مؤقت الهلال، وهو يملك الحافز القوي الذي قدمه له أمل انقطع في فترة ما من الدوري قبل أن يشع من جديد وتأتي نتائج الهلال لتنعشه وتعيده من جديد.
في حال نجاح الهلال في العبور وحسم الأمر أو التمسك بالأمل القوي فإنه سيعالج بعض ظروفه وربما ساهم الأمر في تهدئة الأوضاع في النادي - رغم أن مدرجه لا يكفيه بطولة ولا يشبع نهمه لقب - أما في حال فوز الأهلي فإن عاصفة ستهب على الهلال، ولا أظنها ستترك شيئاً في طريقها كما حدث في تجارب مماثلة سابقة.