خالد بن حمد المالك
ضمن النشاط السياسي لولي العهد في أمريكا، التقى سموه بمقر إقامته في نيويورك مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ فقد كان من المهم ألا يغادر الأمير المدينة التي تحتضن مجلس الأمن والأمم المتحدة دون أن يناقش مع الأعضاء المؤثرين فيها قضايا المنطقة؛ فهذه فرصة لمناقشة الأوضاع العامة في الشرق الأوسط مع مندوبي أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، بما فيها تطورات الأزمة في اليمن، والانتهاكات الحوثية المدعومة من إيران. وقد أكد سموه لممثلي هذه الدول الكبرى ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن المسؤولية في ذلك، وضرورة احترام المعاهدات والمواثيق الدولية والقانون الدولي واتفاق الأمم المتحدة، مع تأكيده أن المملكة تحترم وتلتزم بميثاق الأمم المتحدة، والتعاون بينهما.
* *
ومن السياسة، وفي مدينة سياتل تحديدًا، كان الأمير على موعد مع الرئيس التنفيذي لشركة (مايكروسوفت) ساتيا ناديلا لبحث فرص التعاون بشأن تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقًا لرؤية المملكة 2030، بينما كان له ضمن نشاطه في لوس أنجلوس زيارة لفيرجن قالاكتيك وميناء موهافي للطيران والفضاء في كاليفورنيا. وكان الغرض من الزيارة الاطلاع على التقدم المحرز، وخطة إطلاق أول مركبة فضاء، تمكنها من مراقبة الكرة الأرضية، ومشاهدة أحدث أنواع التكنولوجيا المتقدمة في هذا الشأن، واستعراض مجالات الشراكة الاستثمارية القائمة، وسبل تطويرها، خاصة في مجال الخدمات الفضائية، إضافة إلى بحث فرص تعميق التعاون في التقنيات الحديثة، من خلال البحث والتصنيع والتدريب للشباب السعودي، وتحويل المملكة من المستهلك إلى المنتج للتكنولوجيا.
* *
ومن الفضاء كان للأمير لقاء في لوس أنجلوس مع الرئيس التنفيذي في شركة ماجيك ليب روني أبوفيتز. وفي اللقاء تم تقديم عرض عن الشركة ومنتجاتها، كما تم استعراض فرص الشراكة والاستثمارات المحتملة في البنية التحتية في عدد من المشاريع في المملكة. وفي مجال الترفيه تناقش سموه في لقاء بمقر إقامته في لوس أنجلوس مع رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة (وارنر بروذارز) للترفيه كيفن تسوجيهارا وكبار المسؤولين في عدد من الشركات التابعة للمجموعة. وخلال اللقاء جرى تبادل الأحاديث حول فرص الشراكة الواعدة في المجالات الإعلامية والترفيهية والثقافية، إلى جانب بحث فرص التدريب للشباب السعودي.
* *
في لوس أنجلوس أيضًا، وضمن النشاط المكثف لولي العهد، التقى بمقر إقامته رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (والت ديزني) روبرت بوب ألن إيجر. وفي اللقاء تم استعراض الفرص الكبيرة التي توفرها المملكة، حيث البنى التحتية، والطلب الكبير على الخدمات والمنتجات التي تطرحها (والت ديزني)، كما تم استعراض فرص التعاون في قطاعات الترفيه والثقافة وصناعة الأفلام. وامتدادًا لذلك فقد التقى سموه مجموعة من رؤساء شركات صناعة الإعلام والترفيه الأمريكية، وتم استعراض آخر التقنيات في هذا الشأن، وفرص التعاون مع المملكة.
* *
وفي الشأن السياسي كان هناك اتصال بين الملك سلمان والرئيس الأمريكي ترامب على هامش الزيارة الأميرية لأمريكا. وقد ثمّن الملك للرئيس ترامب حُسن الاستقبال لوفد المملكة برئاسة ولي العهد، وما شهدته الزيارة من لقاءات مثمرة، وتوقيع اتفاقيات مهمة، تعود بالنفع على البلدين الصديقين. فيما أكد الرئيس ترامب نجاح الزيارة، وما تكوَّن من انطباع رائع لدى المسؤولين الأمريكيين والقطاع الخاص. وبهذا الاتصال، وما كشف عن فحواه، فقد أكد الملك والرئيس نجاح الزيارة الأميرية في ترتيب الشراكات المستقبلية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية. ولا بد للمتابع المنصف أن يقدر هذا الجهد الكبير الذي بذله ولي العهد للوصول إلى هذه النتائج مع أمريكا.
(يتبع)