بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو محافظ محافظة الدرعية
الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود -حفظه الله-
سعادة المدير العام للتعليم بالرياض أمين الجائزة
الأستاذ حمد بن ناصر الوهيبي
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه من دواعي سـروري وغبطتي أن نحتفل هذه الليلة الجميلة بأبنائنا وبناتنا الذين حققوا التميز؛ فاستحقوا الجائزة عن جدارة؛ فهنيئًا لهم، وهنيـئًا لوالديهم ولمدرسيهم بهذا الإنجاز. كما يسرني أن أزف التهنئة للمدرسين والمدرسات الذين تفوقوا حتى صارت هذه الجائزة من نصيبهم.
إخـواني.. في خضم هذا المخاض الذي تعيشه بلادنا هذه الأيام من جراء تطبيق رؤية 2030، وهو -لا شك- مخاض تحتاج إليه البلاد، ويحتاج إليه المجتمع حتى نستطيع أن نساير الأمم المتقدمـة، فمن المعلوم أن الشعب السعودي هـو هـدف هـذا المخاض، وهو في الوقت نفسه أداته وسر نجاحه. ولعلي أتحدث عن جانب يمس حياة المجتمع، ألا وهو العمالة الوافدة.
إن بلادنا تـير في معظم نشاطاتها المعاشية من قِبل الوافدين. ورغبة من قيادتنا السنية في أن يتاح للشباب السعودي مجالات عمل رحبة سنت القوانين لجعل هذه الفئة تغادر إلى أوطانها إلا من لديه تخصصات نادرة يحتاج إليها الوطن؛ لـذا سـنواجه في المسـتقبل القريب معضلة إذا غادرنا إخواننا الوافدون، ولم نستعد لذلك، وهذا محل هذه الملاحظة.
قال الله تعالى إنَّ خَيْرَ مَن استَأْجَرْتَ القَويُّ الأَمِيْنُ .
الأمين ضد الخائن والفاسد. ولقد قامت حكومتنـا الرشيدة بعمل فاق كل تصور في محاربة الفساد، وهو إجراء عظيم، ولا بد من استمراره؛ لكي يُجتث الفساد من جذوره.
والقوي ضد الضعيف. والقوة تأتي من قـوة البدن في الأمور البسيطة، ولكن القوة الحقيقية تأتي من الـمعرفـة والدراية والـتدريب. وهنا أنـادي بـأن على كل منشـأة لديها عدد من العمـال، قد يكون خمسين عاملاً أو أكثر أو أقل، أن تلتزم بتدريب السعوديين على أعمالها، وتفتح ورشة تدريب على كل صغيرة وكبيرة تخص هـذه المنشأة.
وقد ثبت نجاح هذه التجربة في المنشآت الكبيرة التي عملت معاهد تدريب لأعمالها. والـمطـلوب تعميـم هذه التجربة على المنشآت المتوسطة؛ حتى لا نُفاجَأ بفراغ كبير بعد رحيل العمالة الوافدة. كما أرجو أن تكثف كليـات التقنية والمعـاهد الفنية التدريب على المهـن الفنية الأخرى، كالسباكة والحلاقة وأعمال البناء ونحوها.
أيها الحفل الكريم..
تحدثـت في هذه الكلمة عن جانـب من جوانـب التنميـة، والآن بودي أن أذكر موضوعًا يهمنا جميعًا، سمعته في خطبة جمعة، ورأيت أن أشارككم مفهومي لما سمعت؛ لما بدا لي من فائدة تنطبق على كل واحد منا. فنحن نحرص على أجسامنا، ونعتني بسلامتها من الأمراض، ونهرول إلى الطبيب إذا شعرنا بأي خلل.. وهذا طيب ومطلوب.. ولكن ماذا عن حياة القلوب! هل نهتم بسـلامتها؟ فهي -والله- الأهم؛ لأن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
وصلاح القـلب ليس في عصمته من الـزلل أو الخطـأ؛ فكلنا خطاؤون. ولكن المهم ألا تستولي المعاصي على القلب؛ فقد قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
وتفسير ذلك أن الـعبد إذا أخطأ ولم يتب نكت في قلبه نكتة سـوداء، وإذا أكثر من المعاصي بدون استغفار وإنابة لله ختم اله على قلبه بالسواد؛ فلا يرى للمعاصي تأثيرًا عليه، ولا تسره طاعة الله!
فهذا تحذير عظيم، أرجو أن ننتبه له؛ فنحن مقصرون. ونطلب من الله المغفرة، وأن تكون قلوبنـا حية سـليمة، تسـعد بالطاعة من غير عجـب أو مَنٍّ؛ لأن الله هـو الذي وفقك لعمل الطاعات. ونكره المعصية من غير يأس أو قنوط من رحمة الله، ونكثر من الاسـتغفار والقيـام بالطاعـات واجتناب المعاصي، ولاسيما الكبائر. فإذا قمنـا بذلك فلنستبشر؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله - عز وجل - يبسط يده بـالليـل ليتوب مسـيء النهـار، ويبسـط يده بالنهـار ليتوب مسـيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها».
وفَّق الله الجميـع لما يحبه ويرضاه. وأشكر في الختـام كل من حضر حفلنا، وشجع أبناءنا وبناتنا بحضوره؛ فهو محل تقدير من الجميع.
وبالنسبة للجائزة فهي تكرم هذا العام أربعة وأربعين طالبًا وطالبة، وخمسـة معلمين، وأربع معلمات؛ ليكون المجموع ثلاثة وخمسين مكرَّمًا ومكرَّمة.
وأما جديد الجائـزة هذا العـام فهو تكريم طالب وطالبة متميزَيْن في مجال الإبداع والابتكار.
أكرر شكري لسمو محافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود على رعايته الدائمة لهذه الجائزة، وتشريفه بحضورها كل عام.
وكذلك لسـعادة المدير العام للتعليم بالرياض الأستاذ حمـد بن ناصر الوهيبي، وإلى لجنة الجائـزة، ومدير مـكتب التعليم بالدرعية الأخ فواز بن محمد آل داود. وكذلك كليات المعرفة للعلوم والتقنية ممثلة بالدكتور زيد بن محمد الزامل، وكل من ساهم معنا.
شكرًا للجميع. والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
- الشيخ سعد بن عبد العزيز العثمان