د. خيرية السقاف
الإنسان محور في الدنيا, وليس غاية في وجودها..
الكون بأممه متعددة الأنواع التي بادت, بنواميسه التي دامت,
فيه البشر جزء, وبعض منه..
يتبدلون, لا يدومون..
يتفقون, يختلفون,
تطول أعمارهم, تقصر,
يمرون خفافاً, يُثقلون,
يبنون, يهدمون..
كل الوجود ماض لا يعبأ بمن فيه منهم, ويتعطَّل بمن مضى..
ما يفعل أحدهم فلنفسه, وما لا فالمآل يخصه..
وحده المعني به..
مع ذلك فإن الإنسان يتمحور حول نفسه,
هي التي تأمره كيفما يتجه, ترسم له, وهو يتبعها, وإن كان في غيِّها يتوه!!..
الإنسان يكابر حتى في تعريفه لنفسه,
إذ ما نظر إليها إلا تضخم يتباهى بها, يكابر من أجلها,
يعلو أو يهبط, يرتفع أو يتدنى, يصمد أو ينهار, ينشط, أو يكسل, يُقدِم أو يتقاعس, يُنتج أو يستهلك!!..
مع أنه حقيقةٌ محوريةٌ لوجوده ذاته في الوجود,
ولفرصته عينه من الحياة,
ولأجَلِه الوقتي من الزمن فيه,
إلا أنه طويل الأمل, يسوِّف به, ويمرق منه بخيالٍ !!..
إنه على أية حال لا يحسن تأويل حالته الخاصة في الوجود,
ولا غاية ما تتمحور الحقيقة من وجوده فيه,
جزءاً في الكون الإلهي العظيم لا غير!!..