فهد بن جليد
لم يكذب البدر أو يُبالغ عندما تغنى بحب بلادنا -في رائعته الشهيرة الله البادي- وهو يقول: دارنا ماهي في كل الديار.. شمسها تسبق الشمس بنهار.. وأرضها تزهر أمجاد وفخر، عظيمة هذه البلاد وهي تُذهل العالم مُجدداً، من أقصاه إلى أقصاه، بمُتابعته الحدث التاريخي في الولايات المُتحدة الأمريكية، لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وما رافقها من اتفاقيات هامة، وشراكات عالمية ضخمة، لصناعة المُستقبل السعودي الجديد والطموح، وفق رؤية وطنية لم تعد حلماً للسعوديين وحدهم، بل يُقاسمنا فيه كل الحالمين والناجحين والشرفاء من الأشقاء والأصدقاء في العالم، ممَّن نجحت المملكة في إقناعهم بالدخول في مشروعاتها الجريئة والضخمة التي ستقود اقتصاد المنطقة والعالم، لنتشارك جميعاً ونتبادل الخُطى للسير حتى يتحقق بكل جد ومُثابرة وعزيمة.
هذه الزيارة (التاريخ) بكل تفاصيلها السياسية والاقتصادية والثقافية كانت وما زالت محط أنظار واهتمام العالم أجمع، يرى فيها المنصفون (القيادة السعودية الشابة) الأكثر تأثيراً في المنطقة، وهي تُعيد بالفعل صناعة المُستقبل السعودي وتجديده وصياغته ورسم طريقه بكل ثقة وعزيمة، مُتسلحة بتوفيق الله أولاً وعونه، ثم بمُساندة ملك وشعب، عندما تباحث سمو ولي العهد -حفظه الله- مع القيادة الأمريكية وكبار الساسة فيها، فيما يخدم مصالح الأمتين (العربية والإسلامية) ويحقق آمال وطموح المملكة ومواطنيها، بأهمية ما يحمله من ملفات متنوعة وقضايا كبيرة، بتطلعات ومُبادرات ومشاريع عظيمة تختصر وتختزل سنوات طويلة نحو التطور والتقدم في منطقتنا، بعضها يراه العالم للمرة الأولى، ويقدمه سموه بصدق وصراحة وجدية، وهو ما يُقلق مضاجع الخائنين والمُتربصين والحاقدين، لأنَّها تكشف زيفهم وتفضح خططهم ونواياهم الخبيثة، بتلك الأفكار السوداوية التخريبية الطامعة والتوسعية والإرهابية، التي أضرَّت بصورة ديننا ومنطقتنا في أذهان العالم.
لم يغفل سمو ولي العهد -حفظه الله- خلال زيارته ولقاءاته وتصريحاته، ضرورة تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة والخاطئة عن ديننا وبلادنا وثقافتنا، وقد نجح في خلق صورة جديدة تعكس الحقيقية في ذهن المُجتمع الأمريكي من خلال لقاءاته المتنوعة مع مُختلف الأطياف والشرائح والمؤثرين فيه، وهو ما شكَّل وصنع رأياً جديداً مُنصفاً عن المملكة ونظرتها للمُستقبل، ممَّا يعني فرصاً استثمارية سانحة وجادة تخدم مصالح جميع الأطراف، في بلد تُشرق فيه شمس المُستقبل قبل أن يحل نهاره، تأكيداً لرائعة البدر التي أختم بها (أهلها أهل الشيم.. عمروها من عدم، سطروا فوق العلم.. لا إله إلا الله).
وعلى دروب الخير نلتقي.