نوف بنت عبدالله الحسين
قياس الشيء يكون ضمن معايير يرى البعض أنها معايير الجودة من زاويته...فتجده يقيس الآخرين من خلال ما يحمله من خبرات ومن نظرة للأمور...
وهذا ما يفقد القياس مصداقيته... نحن نقيس قبول الناس أو عدم قبولهم إن وجدناهم يختلفون عن أفكارنا وميولنا ومزاجنا ولغتنا وديانتنا ومنهجيّتنا... ومن هنا ننصدم ونتصادم بقياساتنا... لأنها قياسات عشوائية.. وقد تستند إلى الحالة الفكرية والمزاجية... فيكون الإسقاط هنا مزعجاً... ويحصل الآخر على درجة متدنية في ميزان القياس الذي وضعناه وشكّلنا من أنفسنا وصاية على الآخرين.. نصنّفهم حيث نرى أنه هو الصواب... ولا صواب غير رأينا... وفي ذلك تعسّف ظالم حين نطلق الأحكام على الآخرين...
ولذلك يتم الحكم على العمل وصاحب العمل وأسرة العمل وتاريخ طويل عريض وتزر وازرة وزرة أخرى في عريضة طويلة من الانتقادات اللاذعة التي تصل إلى السخرية بالشخص وبعرقه وبأصله وبفصله وبلونه وبكل شيء يربطه ويرتبط به... وتلك مجبة وقع فيها العقلاء قبل الحمقى... وتلك قضية شائكة وشائنة ومرهقة وصادمة...
كيف للغتنا ألا تكون إلا سامية؟!... وكيف لأفعالنا ألا تكون إلا راقية؟!... وكيف لأفكارنا ألا تكون إلا هادفة.؟!..وكيف لنقدنا ألا يكون لاذعاً حارقاً لادغاً؟!...
لك الحق أن تنتقد بكل رقي...وأن تكون موضوعياً في نقدك... وأن تذهب لأبعد مدى نحو نقد هادف محترم مهذب... لكن لا تملك أي حق أن تنقد بإسفاف وتحقير... والأسوأ ألا تنتقد وأنت لا تعلم عن الأمر إلا طرفاً صغيراً من العلم... وتستند عليه نقدك وتستنزف طاقتك وثقلك في الهجوم غير المبرر...
قس كل شيء بعدل... أو اترك كل شيء بعدل أكثر...
وكن على الأقل عادلاً مع نفسك...