عثمان أبوبكر مالي
فرض لاعبو فريق الاتحاد لكرة القدم فريقهم (طرفًا ثانيًا) في نهائي بطولة الكأس، بعد أن نجح فريق الفيصلي في الوصول إلى النهائي طرفًا أول.
سيكون للفريقين شرف تمثيل الرياضة والرياضيين سفيرَيْن فوق العادة في اللقاء الأبوي السنوي المنتظر، الذي يتشرفون فيه بحضور الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في نهائي تاريخي منتظر.
قبل الفيصلي والاتحاد (تساقط) كبار فرق الكرة السعودية تباعًا، فريقًا قبل الآخر، وكان أبطال الأمتار الأولى في السباق المثير فرقًا لم يكن متوقعًا لها أن (تجندل) بعض الكبار بالسهولة التي تمت بها بعض المباريات؛ إذ سقط الهلال - مثلاً - أمام القادسية في دور مبكر، ولحق به النصر من أمام الباطن في ربع النهائي، وكانت المفاجأة الكبرى بسقوط الأهلي (خارج أرضه) في نصف النهائي أمام الفيصلي؛ ليأتي الدور على الاتحاد أمام الباطن، لكن (كبرياء العميد) الذي يرفض الاستسلام للعواصف، والانحناء في مثل هذه المواقف، حضر بقوة، رغم كل الظروف والمعوقات التي تحيط به من أول الموسم، ورغم اللعب خارج أرضه وبين جماهيره، ومع ظروف الملعب والطيران والأحوال و(الغبار) التي أحدقت به قبل وأثناء المباراة، لكن (النمور) رفضت الانكسار، وأصرت على الاستمرار رغبة في إنقاذ موسم، كان الاتحاديون جميعًا يعدونه للنسيان، وقبل ذلك إنقاذ النهائي الكبير بضمان امتلاء المدرجات عن بكرة أبيها، ويكون كبيرًا ومشرفًا يليق بالمناسبة والحضور التشريفي الكبير.
وبدلا من أن يكون الموسم الحالي للاتحاديين موسمًا للنسيان يستطيع لاعبو الفريق تحويله وجعله موسمًا للبناء من جديد، ولعودة قوية إلى مسارات العطاء والمجد والإنجاز، والركض في الملاعب الآسيوية التي غاب عنها آخر موسمين، وكأنها عشرة؛ إذ اشتاقت فيهما ملاعب القارة الصفراء وفرقها الكبيرة لملاقاته احتكاكًا ولجماهيره ابتهاجًا وإمتاعًا. وكل ذلك يتجدد ويتحقق - بعد توفيق الله - إذا أراد لاعبوه الفوز بالكأس الغالية، وتحقيق اللقب، والعبور مباشرة إلى المحفل الآسيوي دوري أبطال آسيا.
ليس ذلك فحسب، وإنما تحقيق البطولة ـ بإذن الله ـ سيكون بمنزلة (هدية) ثمينة، يقدمها لاعبو الفريق لرئيسهم (الجديد) القادم المنتظر (نواف المقيرن)، وسيكون ذلك أفضل (استقبال) يقدمه له (أفراده) الأشاوس قبل أن يتقدمهم في (خوض) مواجهات العودة والسجال في ميادين اللعبة ومسابقاتها الكبيرة. وحتمًا سيضفي ذلك عليه (شخصيًّا) دوافع إضافية قوية، وربما تهل على اللاعبين أنفسهم سريعًا وقبل أن يهبطوا من درجات (المنصة الملكية).
كلام مشفر
« رغم كل الظروف والنقص والعقوبات والعقبات وصل (النمور) إلى نهائي أغلى البطولات. وصول مشرف ومقدر، لكنه (لا يكفي الحاجة)؛ فحتى الموسم الماضي لم يغادروا منصات التتويج، والوصول هذا العام لن يكون إنجازًا إلا بتحقيق الكأس.
« صنوف من المعاناة عاشها جمهور الاتحاد من ومع هذا الموسم، وأيضًا لاعبو الفريق؛ لأسباب خارجة عن إرادتهم، أهمها انعدام مبدأ تكافؤ الفرص مع المنافسين جميعًا. ولن يزيل التعب والمعاناة إلا الكأس (هدية) يقدمها اللاعبون لجماهيرهم الوفية؛ فـ(الهدية تسل السخيمة).
« وصول فريق الفيصلي إلى نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين جاء بجدارة واستحقاق، وتأكيدًا لما قدمه الفريق خلال الموسم، واستفادته من سنوات استقراره وخبرة إدارته وزيادة عدد المحترفين الأجانب. مجرد الوصول يسجَّل (إنجازًا) للاعبيه، يدوَّن في سجلات ناديهم، فكيف إذا فازوا بالكأس.
« تقدير كبير من الاتحاد السعودي لكرة القدم إسناده نهائي البطولة الغالية لطاقم التحكيم السعودي (المونديالي) الثلاثي الدولي (فهد المرداسي وعبدالله الشلوي ومحمد العبكري)، وربما يكون طاقم آخر مباريات موسم الحكام الأجانب. فأل خير للحكام بعودة مختلفة مع انطلاقة الموسم القادم، وهم موعودون بأن يكون موسمًا مختلفًا لهم، خاصة مع حضور (تقنيات) التحكيم الحديثة واستخدامها.
« نهائي الكأس بين الاتحاد والفيصلي هو أول نهائي يلعبه العميد على أرض ملعب الجوهرة، أول نهائي يصل إليه فريق الفيصلي، وهو أول نهائي مسموح للعائلات بحضوره ومشاهدته من المدرجات، وأول نهائي تحضر فيه (تقنية الفيديو)، وينتظر الاتحاديون أن يكون النهائي الذي يعيدهم لآسيا من جديد.
« يبدو أن لدي (مشكلة) مع كثيرين في كثير مما أكتبه من مقالات وما أتحدث به عبر البرامج الفضائية أو الإذاعية وحتى وسائل التواصل الاجتماعي. والمشكلة هي أنني - ولله الحمد - لا أخاطب العواطف، وإنما أخاطب العقول. لا يزعجني ذلك كثيرًا؛ لأنني أعرف أن (أهل العقول في راحة)!