خالد بن حمد المالك
إلى جانب إنجازات سمو ولي العهد المهمة والكبيرة في أمريكا، وتحوله إلى الشخصية الأكثر اهتماماً ومتابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان في حضوره الإعلامي، حيث تحرص مختلف وسائل الإعلام على استقطابه في لقاءات صحفية، حيث يُنتظر ما يمكن أن يقوله بوصفه أكثر من وزارة إعلام، وأهم مسؤول عربي كبير يمكن أن يغني وسائل الإعلام بآرائه بكل صراحة وشفافية، ونظرة بعيدة نحو الآفاق السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية، بما لا يمكن أن يتحدث غير محمد بن سلمان بمثل ما أدلى به مؤخراً لمجلة (الاتلانتيك) من آراء تصب في مصلحة السلام في العالم، وبناء مستقبل دولي يكون الجميع فيه شركاء في تحقيق التنمية بعيداً عن التطرف والإرهاب.
**
كان الجزء الأكبر في حديث الأمير للمجلة عن الشأن الداخلي، فنَّد الكثير من الأوهام والتخرصات التي تصدر عن المملكة من البعض، سواء عن سوء فهم، أو أنها تأتي بتعمد مقصود لأهداف سياسية مشبوهة، وترتقي إلى كونها مواقف عدائية غير مبررة ضد المملكة ومن يقرأ آراء الأمير، لن يجد عناء أو لبساً، ليس فقط في توجه المملكة ومواقفها من مجمل القضايا المحلية والدولية، وإنما سيكتشف إلى أي مدى لا تستحي بعض وسائل الإعلام من ممارسة أكاذيبها وتضليلها وخلط الأوراق لإخفاء الحقائق.
**
ولأن القضية الفلسطينية تحتل ذروة اهتمامات المملكة، فقد أكد الأمير في لقائه مع المجلة على أن المصالح العربية مع إسرائيل مرهونة بسلام منصف، وزاد على ذلك بالقول إن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة، لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام عادل ومنصف لضمان الاستقرار ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب، وأضاف سموه: لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس، وحول حقوق الشعب الفلسطيني، نريد معاهدة سلام منصفة.
**
يواصل الأمير حديثه الصحفي (الأهم) فيشير إلى أنه ليس لدينا مشكلة مع اليهود، فنبينا محمد تزوج يهودية، وجيرانه كانوا يهوداً، ونحن ليس لدينا ما يسمى بـ(الوهابية) فنحن مسلمون سنة وشيعة، وملكنا لا يملك سلطة مطلقة، والمملكة عبارة عن شبكة من آلاف الأنظمة الملكية المطلقة، والتحرك ضد هيكلتها من شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة، والسعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، وما نريده أن يتم دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية بما لا يؤثر فيها.
**
في اللقاء عناوين مهمة ومحاور تخاطب العقل، فقد تحدث ولي العهد عن قطر، وقال إن عدم سماحنا باستخدام النظام المالي لدعم التطرف أحد أسباب الخلاف، وطالبهم بأن يتعلموا بسرعة، لأن الأزمة وحلها تعتمد عليهم، وقال ضمن محاور اللقاء، إن المملكة تقوم بردع التحركات الإيرانية في إفريقيا وآسيا وماليزيا والسودان والعراق ولبنان واليمن، وهذا الردع الذي أشار إليه الأمير هو الذي حد من خطورة التدخل الإيراني في دول المنطقة، وجعل دور إيران في تصعيد المشاكل محدوداً، وقلل من أخطاره، وعرَّى سلوكها أمام العالم.
يتبع