د. محمد عبدالله الخازم
«تعمل وكالة الوزارة للشؤون المدرسية بوزارة التعليم, على متابعة مشروع دمج بعض المدارس وإلغاء بعضها.. حيث أن هناك العديد من المدارس التي لايزال أعداد الطلاب فيها تحت الحد الذي يجعلها تستمر». هذا ما نشرته الصحف المحلية، ولايستغرب وجود مدارس أعداد طلابها قلة، وذلك للطبيعة الديموقراغية للمملكة والتي يتكدس فيها الناس في مدن محددة وتبقى الهجر والقرى والمدن الصغيرة يسكنها قلة من الناس، ومسؤولية الدولة الأدبية والقانونية تعليم الناس في أماكن تواجدهم لا ترحيلهم لغرض الحصول على التعليم الأساسي، وحق الطفولة أن لا نجبر طفلاً للانتقال مسافـات طويلة للحصول على حق التعليم. ودائماً ما أخشى أن يؤثر التنظير الاقتصادي وفلسفة تقليص النفقات على مثل هذه المبادئ والحقوق الأساسية. عند دمج مدارس ثانوية قد يكون مقبولاً أن ينتقل الطالب في هذه المرحلة العمرية عدة أكيال مع توفر وسائل النقل، لكن دمج مدارس الابتدائي يجب أن لا يتسبب في انتقال الطالب بعيداً عن منزله، ولست أعرف المعايير التي تتبعها وزارة التعليم. لكن ما أقتراحه هنا هو التفكير بطريقة مختلفة وتحديداً الخروج من الفكر التقليدي الذي يقسم المرحلة التعليمية إلى ابتدائي ومتوسط وثانوي، إن لم يكن في المناهج فليكن في المقرات الدراسية. ماهو المانع أن يحتوي المبنى مرحلة من الصف الأول إلى الثامن أو الثاني المتوسط (وفق المسمى الحالي) وبإدارة واحدة أو حتى الفصل السابع؟ لماذا يجب الفصل بين السادس ابتدائي وأول أو ثاني متوسط ولماذا كل مرحلة (الابتدائي والمتوسط) يجب أن تكون بمدير وإدارة مستقلة وليس بإدارة واحدة؟
في كثير من دول العالم لا يوجد ما يعرف بالمرحلة المتوسطة وإنما يقسم التعليم العام إلى مرحلتين أولية حتى الصف الثامن وثانوية مدتها أربع سنوات، فلماذا لا يجرب هذا النموذج بالمملكة؟ لنبدأ بالمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، بحيث نحاول التخلص من ثلث المدارس تقريبا ألا وهي المدارس المتوسطة، طالما الفكر اقتصادي ويعتمد على معادلة الأرقام وحدها دون النظر للعوامل السكانية الأخرى. إضافة فصل أو فصلين للمدرسة الابتدائية لن يكون مكلفاً وبالمثل إضافة فصل أو فصلين للمرحلة الثانوية. طبعاً، في حال تبني منهج تقسيم الدراسة إلى أولية وثانوية سنحتاج مراجعة المناهج وآلية تكاملها الأفقي وليس مجرد الدمج في المباني.
في الماضي كانت الشهادة الابتدائية ذات أهمية، بدليل أن اختباراتها كانت تعد من الوزارة، أما الآن فأصبحت مجرد مرحلة دراسية أولية وليس هناك ضرورة لمنحها شهادة مستقلة في ظل ارتفاع مستوى التعليم وتجاوزه مرحلة الابتدائية للجميع تقريباً.
الخلاصة هي اقتراح تغيير خارطة المراحل التعليمية لتكون مرحلة أساسية ومرحلة ثانوية وإلغاء ما يعرف بالمرحلة المتوسطة، سواء بشكل كامل أو في المقرات فقط، بالذات في المدارس الصغيرة فهذا أوجه من فكرة إلغاء أو دمج المدارس الابتدائية بحجة صغرها وقلة عدد طلابها مع مافي ذلك من تعقيد المسألة التعليمية في القرى والهجر والمناطق الصغيرة والإخلال بواجبات الدولة الأدبية تجاه أبناء تلك المناطق.