سعد بن عبدالقادر القويعي
أنتجت إيران خطوطاً عديدة لصناعة الإرهاب بكل تداعياته وصنوفه؛ ولأن العالم الجديد اليوم يتكون من كثير من التحديات، والتي تقابلها استجابات حتمية لأصل الصورة عن الإرهاب العالمي، وهذا ما أثبتته المجازر التي كانت « جمهورية الملالي « قد ارتكبتها في كثير من الدول العربية والإسلامية، ودول الخليج العربي، فقد جاءت سلسلة تغريدات السفير السعودي لدى واشنطن خالد بن سلمان بن عبدالعزيز على حسابه في تويتر تصب في هذا المنحى، باعتبار: «النظام الإيراني ما زال يدعم الإرهاب في سوريا، والعراق، ولبنان، والبحرين، واليمن»، وأنه: «يزوّد ميليشيا الحوثي بالصواريخ، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
رعاية الجماعات الإرهابية الشرق أوسطية، والتابعة لإيران، اُعتبرت قوى احتياط جاهزة لضرب دول المنطقة، وتهديد أنظمتها، إضافة إلى إذكاء الأحقاد الطائفية، وتأسيس ميليشيات طائفية مسلحة، واستخدام العنف الطائفي ؛ حتى تكون ممرا لمشروعها التوسعي الفارسي؛ الأمر الذي اعتبرته وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول «الإرهاب»، أن إيران: « هي الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في العالم»، كما وضعت إيران مع سوريا، وكوريا الشمالية على اللائحة السوداء «للدول الداعمة للإرهاب»، وجاء في التقرير أيضا: «إن الحرس الثوري الإيراني مع شركاء له، وحلفاء يواصل القيام بدور مزعزع للاستقرار في النزاعات المسلحة في العراق، وسوريا، واليمن».
إيران بأذرعها الإجرامية دولة إرهابية بامتياز، ولذا فإن الوقوف أمام المخططات الإرهابية الإيرانية كفيل بعودة الهدوء إلى المنطقة، وتعزيز السلم، والأمن الدوليين؛ حتى وإن أتت كل الخطوات الدولية، والتي تتخذ ضد الأعمال الإرهابية المختلفة التي تقوم بها إيران متأخرة، إلا أن هذا لا يقلل من أهميتها، والعمل على مواصلة الضغط في سياقاته المختلفة، سواء بتعرية طبيعتها الدينية المتطرفة، أو قوميتها الفارسية المتعصبة، أو أطماعها الاقتصادية والاستعمارية.
في سياق متصل، فإن نتائج السياسة الإيرانية في هذا الاتجاه يؤكده القادة الإيرانيون، الذين لم يجدوا غضاضة في الاعتراف بدورهم الإجرامي، بل والتفاخر بتعزيز الإرهاب، وتصديره لدول المنطقة، وبالتالي اعتبارها الدولة الإرهابية ذات النشاط الواسع، والبنية التحتية المتهالكة، والمؤسسات الأيديولوجية القذرة، وهو ما وصفه محمد مهدي الآصفي - ممثل خامنئي في العراق - في كتابه: « مطارحات فكرية في التجربة الإيرانية «، بأن: « إيران دولة، وثورة، والثورة هي الأساس، والدولة هي الفرع».