سمر المقرن
كثيرة هي تعريفات الحب، لكن تعريفه عندي مُرادف لمعنى السعادة، وأشمل من التعريفات التي اختزلته ما بين (أنثى وذكر)، فقد يعرف الجميع معنى الحب لغةً، لكن قلما نجد من يعرف المعنى الحقيقي لهذه المشاعر الجميلة التي تبدأ بالإعجاب وتستمر ما استمر الإعجاب، لأن المشاعر الإنسانية في تصوري مثل تخطيط نبضات القلب تارة تكون في أعلى المستويات وتارة تكون في أدناها وبينهما مستويات كثيرة من المهم التأكيد على أنه يستحيل تثبيتها على مستوى معين لأن ذلك يعني موت الإنسان.
أكتب لكم اليوم وصفة عن وقود الحب تجعله دائماً في توهجه وفي أعلى مستوياته ألا وهي الإعجاب، فحينما يكون الشخص معجباً بشيء أياً كان فإن حبه سيستمر معه ما دام الإعجاب.
قد يعتبر -بعضهم- الشعور بالإعجاب هامشياً، أو أنه حتى تقليل من درجة المشاعر، لكنه في نظري هو الأهم والأهم، ليس فقط بين الجنسين، بل حتى في علاقة الصداقة فأكبر مثير لاستمراريتها «متوهجة» بالإضافة إلى الأركان الأخرى هو الإعجاب.
وقد يرى -بعضهم- أن مشاعر الحب تجفل وتقل وتصبح الحياة الزوجية رتيبة وتقليدية، هذا أيضاً يعود إلى تلاشي المثيرات التي تحفّز على الإعجاب، لذا أرى أن الإنسان الذكي هو القادر على إثارة إعجاب من حوله سواء في علاقة خاصة أو عامة.
كما الحب ليس على علاقة بين رجل وامرأة فقط، الحب أشمل وأكبر من أن نحجمّه ونوجهه. حب الأشخاص.. حب الكائنات الحية من حيوانات وطيور ونباتات.. حب الطبيعة.. حب الأعمال.. حب الممتلكات.. كل هذه المشاعر يستمر بها الحب على قدر الإعجاب.
من أمثلة الحب الجميلة والنقيّة، حب الأطفال الصغار للعبة معينة، وتأمل هذا المشهد بعمق، فتجد أن بعضهم ملازم لها ولا يدعها حتى وقت نومه، ونجد البعض الآخر يلعب قليلاً ويمل، فحبهم لهذه اللعبة متفاوت بين متعلّق وملول، والسبب هو كمية الإعجاب الموجودة التي جذبت هذا الطفل الذي هو بطبيعته صادق في مشاعره ولا يعرف سياسة الإخفاء.
كم نحتاج لنشر ثقافة الحب بيننا وسقايتها لأن الحب هو أساس الإبداع في الحياة ولا تستقيم الحياة دون وجود هذه المشاعر الإنسانية الجميلة.