عبدالله العمري
في الوقت الذي كانت تنتظر الجماهير الهلالية من قائدها ونجمها الدولي السابق ياسر القحطاني أن يسجل حضورًا قويًا له فيما تبقى من مباريات الهلال هذا الموسم، سواء على المستوى المحلي في ظل منافسته القوية مع الأهلي على لقب الدوري أو على المستوى الآسيوي والوضع الصعب الذي يعيشه الهلال في سلم الترتيب بمجموعته حيث باتت حظوظ الهلال ضئيلة جدًا في التأهل أو ربما فقدها نهائيًا، وأن يسهم مع بقية زملائه اللاعبين في إسعاد الجماهير الهلالية الكبيرة جدًا.
إلا أن المفاجأة التي أصابت معظم الجماهير الهلالية بالدهشة والحيرة هو خروج القحطاني عبر برامج السوشل ميديا الخاصة به شخصيًا، تاركًا كل شيء وموجهًا انتقادًا شديداً للإعلام السعودي بجميع أطيافه، وذلك تعليقًا منه على جملة تغريدات عبر التويتر، غرد بها معالي المستشار تركي آل الشيخ منتقدًا فيه الأداء السيئ الذي ظهر به لاعبو المنتخب السعودي في مواجهته الودية ضد المنتخب البلجيكي التي خسرها الأخضر برباعية نظيفة، تناقلها الإعلاميون بشكل عادي وطبيعي في ظل انخفاض أداء نجوم الأخضر السعودي.
نتفق أو نختلف مع ياسر في مجمل حديثه عن وضع الإعلام السعودي اليوم وهذا موضوع آخر.
لكن كيف يفوت على لاعب بحجم وتاريخ القحطاني أن يخرج في هذا التوقيت الصعب الذي يعيشه ناديه على كافة الأصعدة، ويعيشه هو أيضًا من خلال نزول مستواه الفني الذي جعله حبيس دكة الاحتياط.
ويتطرق لمثل هذه الأقاويل التي ذكرها، وهو توقيت خاطئ جدًا وليس في مجاله أبدًا فالفريق الهلالي الآن يحتاج إلى الهدوء أكثر من أي وقت مضى ولا هو بحاجة أن يفتح أي جبهة إعلامية ضده أو ضد ياسر شخصيًا، فهو ما زال لاعباً هلالياً ويفترض أن يكون تركيزه على خدمة الهلال فقط.
الهلال منذ مواسم عدة وهو يعاني من عدم وجود اللاعب الهداف القادر على حسم الكثير من المباريات المهمة التي خاضها الهلال، فالأجدر من القحطاني أن يعمل بالمحافظة على ما تبقى من تاريخه وأن يركز على إسعاد الجماهير الهلالية، فهو ليس بموقع مسؤوليه لكي يخرج وينتقص من الإعلاميين ويدافع عن لاعبي المنتخب السعودي الذين وجدوا نقد لاذع جدًا من صاحب أعلى سلطة رياضية في الكرة السعودية ممثل بمعالي المستشار تركي آل الشيخ وهو بكل تأكيد يدرك جيدًا مدى تأثير ما يقوله على لاعبي المنتخب السعودي.
ياسر يجب أن يعرف أنه أخطاء بحق ناديه قبل كل شيء وكذلك أخطاء بحق نفسه وبحق محبيه، بدليل ردة الفعل القوية التي وجدها من الجميع ضد أحاديثه بما فيهم معالي المستشار تركي آل الشيخ، كما أنه وضع رئيس الهلال الخلوق الأمير نواف بن سعد في موقف حرج الذي وجده نفسه مضطرًا للخروج عبر القنوات الفضائية للدافع عنه.
فهذه الزوبعة الإعلامية الكبيرة التي أحدثها القحطاني لم تكن الإدارة الهلالية بحاجة له، فهي تحتاج من لاعب دولي سابق ويملك من الخبرة الشيء الكثير أن يكون أكثر هدوءًا في طرحه وأن يقنن أيضًا من خروجه المتواصل عبر السوشل ميديا، لكي لا يضع ناديه في مثل هذا الموقف الصعب ونحن في نهاية الموسم، فالجماهير اليوم واعية جدًا وتبحث عن منجز داخل الملعب يسعدها فقط.