«الجزيرة» - المحليات:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبحضور معالي الدكتور محمد بن صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة، والمهندس صالح بن ناصر الجاسر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، وقعت الهيئة اتفاقية تكامل وشراكة لدعم مبادرة (السعودية وجهة المسلمين) إحدى مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، مع كل من وزارة الحج والعمرة، والخطوط الجوية السعودية.
ووقع سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الاتفاقيتين في مقر الهيئة بالرياض، أمس الاثنين، مع معالي وزير الحج والعمرة، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، بحضور صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالله عضو مجلس إدارة الهيئة، ومعالي الدكتور خالد طاهر عضو مجلس إدارة الهيئة المشرف العام على (مبادرة السعودية وجهة المسلمين)، والدكتور بندر الفهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، والدكتور عبدالعزيز وزان وكيل وزير الحج والعمرة لشؤون العمرة عضو مجلس إدارة الهيئة.
وأكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تصريح صحفي بعد توقيع الاتفاقية على أهمية شراكة الهيئة مع وزارة الحج والعمرة والخطوط السعودية في دعم وتفعيل مبادرة (السعودية وجهة المسلمين) التي تحظى باهتمام خاص من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لدورها الرائد في إبراز المملكة كوجهة رئيسة للمسلمين، لافتاً إلى تميز المبادرة باعتمادها على المواطنين المرحبين فهم من يعملون في تقديم الخدمات والمستفيد مما توفره من عدد هائل من فرص العمل.
وقال سموه: «نحن نعمل اليوم تحت مظلة هذه الدولة المباركة بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله لجعل المملكة وجهة رئيسة للمسلمين كما هي قبلتهم، وربطهم روحيا بالمملكة التي هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وتفعيل زيارة المسلمين للمملكة بعد العمرة، وممارسة نشاطات كثيرة ليست فقط السياحة؛ لكن أيضاً يشاركون في الأنشطة الاقتصادية والأغراض العلاجية والمشاركة في المعارض والمؤتمرات يستفيدون ويفيدون وهذا الهدف الرئيس للمبادرة، حيث كانت الجزيرة العربية على مر تاريخها ملتقى لطرق التجارة وكانت الناس تأتي للجزيرة العربية لتستفيد؛ ولذلك تهتم المبادرة بأن يأتي المسلم إلى منشأ الإسلام ومهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين ويتمتع بالضيافة ويقابل أهل البلد المرحبين، ثم أيضاً يستفيد تعليمياً وطبياً واقتصادياً ويستفيد تجارياً من المنتجات والأسواق التي تقام في المملكة».
وأضاف: «لا يوجد وجهة للمسلمين في الدنيا إلا هذه البلاد ولا يوجد قبلة للمسلمين قبل كل شيء إلا هذه البلاد التي يتشرف أهلها بخدمة المسلمين والترحيب بهم، وهذا هو الفرق الذي ننظر إليه وقدمناه للملك سلمان يحفظه الله عندما استوحينا منه حفظه الله كلمة (الخيال الممكن) قبل أكثر من 15 سنة ووضعناها عنواناً لكتابنا، كنا نحلم أن تكون السعودية هي وجهة المسلمين جميعاً، وما من شك أن المملكة اليوم هي وجهة عالمية أيضاً فيما يتوافق مع بلادنا وقيمها وقيم أهلها وأخلاقهم وعاداتهم هذه ميزة بالنسبة لنا وليست عائقاً وهذا هو الطريق الذي نسير فيه».
ونوه سموه بشراكة الهيئة مع وزارة الحج والعمرة والخطوط السعودية في عدد من المجالات مؤكدا أن الخبرات والإمكانات الكبيرة في الجهتين ستسهم في تطوير المبادرة وتميز برامجها. وقال: «الحقيقة أننا نوقع اليوم هذه الاتفاقية مع أهم شركائنا وهي وزارة الحج والعمرة، ومعالي الأخ محمد بنتن ليس جديد علينا وعمل معنا عندما كان وكيلا لوزارة الحج منذ بداية الهيئة، وأنا أشهد شهادة حق أن الرجل كان كما هو اليوم من أكثر الشركاء عملاً وتجاوباً وإيجابية، والآن نحن نجدد هذه الشراكة بقيادة الأخ محمد بنتن والتعاون في مجالات الحج والعمرة، ونعمل جميعاً ضمن هذه المبادرة الجديدة التي تفتح أفقاً جديداً في ربط العمرة ببرنامج يقدم المملكة كوجهة متكاملة للمسلمين، وهذه المبادرة ستوفر الكثير من الفرص الوظيفية الهائلة من خلال المحور الاقتصادي، ومدن المعتمرين الجديدة، وتقديم الخدمات والتنظيم الذي يتم من قبل وزارة الحج والعمرة، وأيضاً الخطوط السعودية وربطها بالتأشيرات، ولا بد أن نعيد الفضل لأهله فبرنامج اكتشف السعودية سياحياً الذي تم قبل إنشاء الهيئة كانت تديره الخطوط السعودية والهيئة استلمت البرنامج، والخطوط السعودية شريك فاعل ودعم رئيس للهيئة، وهي اليوم تؤسس لمستقبل جديد فيما يتعلق بكون المملكة محور سفر في مطاراتها». من جهته أشاد معالي وزير الحج والعمرة بمبادرة السعودية وجهة المسلمين مؤكداً أنها تأتي ضمن جهود عديدة للأمير سلطان بن سلمان في خدمة المملكة في عدد من المجالات. وقال: «نحن الآن نتعاون ونتكامل مع الخطوط السعودية لدعم جهود زيادة السياح من المعتمرين، والحصول على التأشيرة مباشرة دون أن يراجع أي سفارة أو أي جهة».
وأشار وزير الحج إلى أن الخدمات والمشاريع المتطورة القادمة من القطارات وتطوير المنافذ وغيرها ستسهم في تنظيم وزيادة التدفقات السياحية من المسلمين ضمن هذه المبادرة، لافتا إلى تكامل الهيئة والوزارة والخطوط السعودية في تنفيذ برامج المبادرة والمشروعات التي ستسهم في خدمة المبادرة التي نعمل على دعمها لدورها المرتقب في رفع مكانة المملكة.
من جانبه اعتبر مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر مبادرة السعودية وجهة المسلمين مبادرة رائدة ستكون لها العوائد الكبيرة على اقتصاد المملكة وتوفير فرص العمل.
وأضاف: اليوم نرى الحلم الذي انتظرناه لسنوات طويلة يتحول إلى واقع ملموس، وهو تسهيل إجراءات وصول المسلمين والزائرين للمملكة لمختلف الأغراض وتسهيل إجراءاتهم وتسهيل وصولهم عبر الخطوط السعودية هذا أمر يعتبر نقلة كبيرة لقطاع الطيران بالمملكة وهي نقلة كبيرة لقطاع السياحة والضيافة بالمملكة، وهي خطوة تستحق منا الشكر للأمير سلطان بن سلمان الذي قدم المبادرة وعمل على تنفيذها.
وأشار إلى أن الهيئة والخطوط السعودية تتعاونان في عدد من البرامج المشتركة منذ سنوات، وستكون هذه المبادرة إحدى النقلات المهمة للتعاون بين الجهتين. وتتضمن اتفاقية التكامل تنفيذ حملات تسويقية خارجية تخدم أهداف المبادرة بجهود مشتركة بين الهيئة ووزارة الحج والعمرة والخطوط السعودية، والتسويق للمبادرة من خلال جميع المنصات الإلكترونية الخاصة بهيئة السياحة ووزارة الحج والخطوط السعودية بشكل تكاملي. وبموجب الاتفاقية تمنح الخطوط السعودية، بناءً على الآليات المعتمدة، ترخيص تنظيم رحلات وترخيص مؤسسة خدمات عمرة، على أن تقود الخطوط السعودية تحالفات مع شركات تنظيم الرحلات وشركات العمرة لتنفيذ برامج سياحية للمعتمرين السياح في الأسواق المستهدفة. وتؤكد الاتفاقية على التكامل التقني بين الهيئة والخطوط السعودية وربط المنصات الإلكترونية بما يخدم توجهات الجهتين في صالح مبادرة السعودية وجهة المسلمين. وتوضح الاتفاقية أن الفئات المستهدفة في تلك الحملات هي الفئات ذات الدخل المرتفع الراغبة في السياحة فيما بعد العمرة من خلال استخدام التأشيرة المتاحة حاليا في هذه الحملات، وهي (تأشيرة رحلات ما بعد العمرة).
يشار إلى أن (مبادرة السعودية وجهة المسلمين) هي مبادرة رئيسة قدمتها الهيئة ضمن برنامج الحول الوطني وهي تتيح للقادم للعمرة والزائر من خلال رحلات سياحية التعرف على مواقع التراث الإسلامي واستكشاف الخصائص الثقافية والمعالم التاريخية والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والبناء الاقتصادي في المملكة العربية السعودية واستحضار مسيرة انطلاق هذا الدين العظيم دين الإسلام والتسامح، والاستفادة من البرامج والمؤتمرات العلمية والمدارس والجامعات المتوفرة والجولات السياحية والالتقاء بشعب الجزيرة العربية وخلق روح التكاتف والتكافل والتسامح بين الناس.