أ.د.عثمان بن صالح العامر
العلاقة بين المرأة والرجل علاقة تكاملية، والأدوار الحياتية بينهما مشتركة، ولا يمكن تصور وجود أحدهما وجوداً طبيعياً في غياب الآخر، ومع أن هذه المسلمة الفطرية محل إجماع بشري وقناعة رجالية فإن هناك شريحة من المغردين والسنابيين الرجال يشنون هذه الأيام - جراء قرب موعد السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة العربية السعودية- حربهم الكلامية -المصحوبة بالصور والمقاطع المرئية- على المرأة السعودية بشكل ممجوج ولغة مرفوضة، وكأنها من كوكب آخر يتمنون زواله من الوجود وتواريه عن طريق الحياة، وقد يعد البعض من هؤلاء الرجال والشباب صنيعه هذا مجرد (طقطقة) في موضوع ساخن جديد بساحتنا المحلية تسلية منه لمتابعيه وبحثاً عن الشهرة في العالم الافتراضي المفتوح.
إن هناك مراكز بحثية خارجية خاصة وحكومية معنية باستطلاع الرأي العالمي العام تتابع وترصد كل ما يكتب ويقال، يصور وينشر من قبلنا أكثر من غيرنا وعن المرأة على وجه الخصوص ومن ثم تحلل ملامح ثقافتنا الشخصية وترسم صورتنا المجتمعية، وعلى ضوء ذلك تكون الإسقاطات البحثية التي تتجاوز الأشخاص والمجتمعات إلى المعتقدات الدينية والمنطلقات الشرعية فيتهموننا بأن الصورة الذهنية لدينا عن جنس المرأة صورة سلبية مزدراة.
إننا ننتمي لدين يرفض السخرية بجنس المرأة ويعلي من شأنها ويمنحها حقها كاملاً غير منقوص حسب ما قررته لها الشريعة العادلة المنصفة، ويؤكد في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على علاقة المودة والمحبة المتينة بين الذكورية والأنثوية بعيداً عن الصدامية والمنازعة في الأدوار والمهام الحياتية المختلفة.
لنترك هذه المهاترات ولنترفع عن النزول لمستنقع الاستهزاء والسخرية في كل ما من شأنه أن يسيء لنا، سواء في نظرتنا للمرأة أو للآخرين على أي أساس كان، فالتكريم حق منحه الرب لجميع بني آدم ({وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} والتفاضل بين الأجناس والألوان والجنس مرده للتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} والمرأة السعودية لها حقها المصون شرعاً ونظاماً، نقلاً وعقلا، وهي شريك فعلي في مسارنا التنموي ونهضتنا المجتمعية منذ كانت تعمل بالزرع وترعى الأغنام مع الأجداد والآباء وحتى اليوم الذي أكدت فيه رؤية المملكة 2030 بما لا يدع مجالاً للشك دور المرأة السعودية المحوري في صناعة المستقبل السعودي. دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.