يوسف بن محمد العتيق
وجه معالي وزير الثقافة والإعلام بإنشاء (مركز للأرشيف الإعلامي الوطني) ووضع على رأسه كفاءة وطنية، ونقول بكل فرح: خطوة موفقة وعمل يحسب لمعالي الوزير... وهذا العمل يجمع بين التوثيق لتاريخ وطني مهم، والوفاء في حفظ حقوق من قدم لإعلام الوطن من الراحلين، وهو في الوقت نفسه خدمة للباحثين في تاريخ الإعلام السعودي.
وعند قراءة أو سماع مثل هذه الأخبار السارة تمتزج الأماني بالمقترحات والتطلعات لهذا المركز المهم، بل والمهم جدا.
فنقترح عليهم أن تكون هناك وقفات مع بدايات الصحافة السعودية... فمثلا صحيفة أم القرى تحتاج إلى تعريف ودراسة، بل متحف خاص بها، فهي أولى الصحف الرسمية السعودية وتاريخها جزء من تاريخ الوطن وإعلامه.
ولابد من وقفة مهمة مع دعم الملك المؤسس للصحافة فاهتمامه بأم القرى ودعمها وتأسيسها محطة مهمة... ووقوفه التاريخي مع هذه الصحيفة إبان أزمة الورق العالمية موضوع قديم، لكنه يحتاج إلى بحث وتجديد.
ومثل ذلك بقية الملوك فقد كانت لهم وقفات مهمة في دعم الصحافة، لابد أن تحفظ في زوايا هذا المركز.
وغير بعيد عن ذلك توثيق رموز صحافة الأفراد الذين ضخوا أموالهم في دعم المشهد الصحفي السعودي، وكذا أشقائهم مؤسسي صحافة المؤسسات الذين كان خلفهم وقيام عملهم المؤسسي الملك سعود ورئيس الوزراء آنذاك ولي عهده الأمير فيصل رحمهما الله.
ولا ننسى أن نتأمل في حال الصحافة السعودية التي بدأت بأربع صفحات مرتين أو ثلاث في الأسبوع، والآن أضعاف هذا العدد من الصفحات، وبشكل يومي.
وكذا المجلات السعودية المتوقفة عن الصدور أو المستمرة حتى الآن في الصدور فهي تحتاج إلى حديث وتعريف، ودراسة أسباب التوقف عند بعضها، والعوامل التي ساعدت على الاستمرار عند بعضها الآخر.
رموز الصحافة السعودية من السعوديين أو من الخبرات التي قدمت خبرتها لخدمة الإعلام السعودي لابد أن تكون حاضرة في هذا المركز.
ولابد من حديث مهم عن أعلام الصحافة السعودية في الخارج الذين أسسوا مجلات أو صحف في العراق أو غيرها من الأماكن، فهم بالفعل أصبحوا جزءا مهما من المشهد الإعلامي السعودي، فهل نجد تعريفا بهم وبنشاطهم؟
الخلاصة هنا أن أرشفة الإعلام الوطني السعودي (وحديثي هنا عن الصحافة الورقية) تحتاج إلى عمل جاد، وأثناء العمل الجاد وبالممارسة ستأتي أفكار أخرى تحتاج إلى تطبيق حتى نرى مشروعا ضخما يوثق الإعلام السعودي في كافة مراحله... وليس ذلك بغريب أو مستبعد على بلد يقول رأس هرمه ومليكه المحبوب خادم الحرمين الشريفين (علاقتي مع الصحافة علاقة وثيقة) وهو الملقب بصديق الصحفيين... لذا لا نستبعد أن يكون هذا المركز مرجعا لجميع المهتمين بالإعلام السعودي وتاريخه.
أخيراً... البعد المتحفي يجب أن يكون حاضرا في هذا المركز فصور الأعداد الأولى من الصحف السعودية، وصور أبرز رموز الصحافة وصور من ورش العمل الصحفية قديما -إن وجدت - وصور ومعلومات عن أول مقر لصحيفة أم القرى، وغيرها ستكون محطة مهمة في هذا المشروع الوطني الكبير.