سلطان المهوس
يبدو أن لدينا جفافًا حادَّا، يصل حتى «الموت»، فيما يخص التعاطي الواقعي للتحضير للمناسبات الكروية الكبيرة لدرجة أنك تحس «كصحفي» أن الأمور تسير بالبركة «إن لقحت وإلا ما ضرها الجمل»..!!
المنتخب الذي يحمل اسم «المملكة العربية السعودية» أصبح ضحية «الفوضى» الإعلامية من الرأس للقدم، وكأنه ذاهب لنزهة «ودية»، وليس إلى كأس العالم فحسب، بل إلى المباراة الافتتاحية التي ينتظرها مليارات المتابعين في العالم..!!
تعليقات وآراء سطحية جدًّا، وعدم فهم ودراية بطبيعة «الإعداد النفسي»، يصل إلى أنك تشك في أن هناك من سيفرح لسقوط «الأخضر»، ويتلذذ بأي انكسار له..!!
عام 2011م خرج منتخبنا الوطني من بطولة أمم آسيا بفضيحة تاريخية، تضمنت ثلاث خسائر بدور المجموعات من سوريا والأردن، وأخيرًا خماسية من اليابان. والمتتبع «المتفحص» يدرك «سر» الإطاحة بالأخضر بتلك الطريقة..!!
عام 2015م لم يستفد أحدٌ من الدرس الفضائحي؛ فذهبنا لأمم آسيا بأستراليا بمدرب روماني «أولاريو كوزمين» جاء عن طريق الاستعارة قبل البطولة بفترة قصيرة جدًّا، وبطريقة «فزعتكم يالإماراتيين»، والنتيجة هزيمتان من الصين وأوزبكستان، وفوز وحيد على كوريا الشمالية، وخروج من الباب الواسع..!!
لملمنا الجراح، وتعاقدنا مع الهولندي الكبير «فان مارفيك» الذي عزل الأخضر عن كل محيط «المزاجية» و»التدخلات» بقوة شخصيته وهيبته؛ فكان التأهل من الباب الكبير والصعب إلى كأس العالم، وبمقاومة الأبطال لأستراليا واليابان..!!
عدنا للمربع الأول..!!
رفضنا استمرار مارفيك بدعوى أننا «الأبخص»، وأننا «أصحاب الكلمة الخبيرة»، تمامًا كما فعلنا مع الأرجنتيني كالديرون عام 2006م فكان النتاج العودة «للاستعارة» بنفس الطريقة، والتعاقد «الأرجنتيني إدغاردو باوزا» وسط زفة «رسمية»، أكدت أنه ضالة المنتخب والعالم بأسرار طرق اللعب، لكنه لم يصمد ولم تصمد بقايا «الزفة»؛ ليظهر بدون مقدمات المدرب الأرجنتيني «خوان بيتزي» الذي لا يزال «صامدًا» بعد أن اتجهت بوصلة «العين الحمراء» للاعبين..!!
إذا كنا نعذر الجماهير ونعذر بعض اللا إعلاميين على «التعليقات الانطباعية» العاطفية فلا عذر لأي مسؤول أو إعلامي حقيقي يتعاطى من المنتخب الوطني للمملكة العربية السعودية على أنه أحد «أملاكه»..!!
ليس سرًّا أن المنتخب ربما يظهر بأجمل «حلة» حتى وهو غارق بالفوضى؛ لأن كرة القدم «خداعة»، لكن التسلح بالتنظيم والابتعاد عن الفوضى مطلوب ومنطقي.. فإن كنا ننصب المشانق «داخليًّا» للمتسبب ففي العالم الخارجي لا يعرفون سوى اسم المملكة العربية السعودية، وهذا هو المحك الأهم والأخطر..!!
فضلاً.. لنركز على حضورنا لأهم عرس عالمي كروي بالنقد الفني الهادف المتخصص.. فلم أجد حتى اليوم «ناقدًا» يكشف لنا طريقة الروسي ستانيسلاس تشيرشيسوف مدرب المنتخب الذي سنواجهه في الافتتاح «أهم مباراة بتاريخ السعودية»، الذي يعتمد على اللعب بخمسة مدافعين وارتكازين لاقتناص أي فرصة للارتداد العكسي؛ لتصبح الطريقة «3-4-2»، وهي الطريقة التي ستقتل منتخبنا الضعيف دفاعيًّا «فراغات مهولة بين اللاعبين»..!!
بدون روح قوية ونفسية مرتاحة وقلوب متلهفة لن نفعل شيئًا بكأس العالم.. وكل تلك العوامل تم تدميرها بعد مباراتنا الودية أمام بلجيكا..!!
الثقل زين..!!