خالد بن حمد المالك
بعد الحدث المهم ضمن أحداث أخرى مهمة، وأعني به توقيع سمو ولي العهد -بوصفه رئيساً لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة مع رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك، السيد ماسا يوشي سون- على مذكرة تفاهم لإنشاء أكبر مشروع في العالم للطاقة الشمسية، أو ما أطلق عليه (نفط سعودي جديد في 2030)، قادت الزيارة الأميرية لأمريكا إلى انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشر (فوتشي راسل) ضمن تصنيف الأسواق الناشئة، حيث إنها لم تكن مصنفة لدى مؤشر فوتسي العالمي، وجاء اللقاء الذي تم بين الأمير محمد والرئيس التنفيذي لشركة فوتسي مارك ميكبيس ليحسم موضوع انضمام السوق السعودية لمؤسسة فوتسي، الذي سوف يعكس ثقة المستثمرين في الإصلاحات الاقتصادية والمالية بحسب رؤية المملكة 2030.
* *
رئيس «فوتسي» سارع إلى القول إن المملكة تعد أكبر سوق مالي في الشرق الأوسط، وإن الانضمام سيتم في الشهر الأخير من هذا العام، وإن هذا الانضمام يعد علامة بارزة ضمن خططها لتنويع اقتصادها الذي يقوده ولي العهد، مضيفاً بأن إدراج السوق السعودية في مؤشر (FTSE) يمثل أكبر حدث في الأسواق الناشئة منذ عام 2001م، وأنه سيكون دفعة للأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وكل هذا تم - والكلام لرئيس فوتسي - بعد أن تم العمل بشكل وثيق مع أسواق المال؛ لضمان أن الإصلاحات تلبي أعلى المعايير، لأن عملية التصنيف عملية معقدة وتنطوي على مدخلات وملاحظات لمجموعة واسعة من المشاركين في الأسواق، وقد نجحت المملكة في تجاوز معايير الإدراج في علامات مقاعد الأسهم الدولية.
* *
وهكذا نرى أن زيارة ولي العهد تنقلنا من نجاح إلى نجاح، ومن إنجاز إلى آخر، وتجد من الجهات الأمريكية الترحيب للتعاون والشراكة، وإعطاء ذلك فرصة لتحقيق المصالح لطرفي المعادلة - المملكة وأمريكا -، ومن المؤكد أن الإصلاحات التي قادها الأمير الشاب، والتحول السريع في المملكة، وخاصة في الجانب الاجتماعي، وإيجاد رؤية استثمارية واضحة، كانت مجتمعة المحفز الكبير والمهم في هذه الانطلاقة المباركة، ما يعني أن المملكة مقبلة على ثورة اقتصادية واستثمارية تقودها إلى النجاح واتباع القوانين والأنظمة الواضحة والبيئة السليمة والثقة في التزام القيادة بما يتم الاتفاق عليه.
* *
ويحسب للأمير محمد بن سلمان قدرته على إيضاح المعلومات بشفافية عالية، وإجاباته الواثقة عن كل سؤال، وتعاطيه مع كل الآراء بما يخدم الطرفين، ما شجع الجانب الأمريكي في كل مجال من مجالات الشراكة والتعاون إلى تقبل الدعوات الاستثمارية والتعاون بحسب ما هو متاح الآن وفي المستقبل من فرص، خاصة وأن كل الأفكار المطروحة عن كل مشروع قد سبقتها دراسات علمية على مدى أكثر من سنتين، كانت النتائج مشجعة للمضي في طريق هذا المشروع الاستثماري أو ذاك، بما أزال التردد الذي يمكن أن يكون لولا أن الصورة واضحة، بما لا لبس أو غموض فيها، وفي أي مشروع كان مطروحاً للنقاش والتعاون.
* *
والأمير محمد ما زال يواصل زيارته متنقلاً من ولاية لأخرى لعرض ما لديه، وفتح الملفات التي يحملها، وفيها من التنوع ما يجعله جاهزاً للتوجه إلى عدد من الولايات للبحث عن شركاء في كل ميدان، وبكل هذا التوسع في التخصصات، وبهذه الأحجام العالية من رؤوس الأمول، وكل هذا سوف يخدم سوق المال السعودية، وربما تجاوز كل التقديرات المالية التي منحته حق الدخول في مؤشر «فوتسي»، وأصبح واحداً من أهم الأسواق المالية في العالم.
يتبع