فهد بن جليد
برأيي أنَّ إدارة تطبيق (سناب شات) هي الأذكى اليوم من بين إدارات تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي يتعامل معها الملايين في بلادنا ومُختلف دول العالم, لأنَّها بدأت بتنفيذ خطوات عملية ومشروعات ملموسة على أرض الواقع بعيداً عن العالم الافتراضي، ممَّا يؤكد أنَّها ليست مُجرَّد (تطبيق) محصور على وسائل التواصل الاجتماعي، بل هي كما وصفت نفسها سابقاً (مُتخصصة في مجال الكاميرات), نتيجة لتفكيرها خارج الصندوق وعدم ركونها على شهرة المنصة الحالية, وبحثها عن استثمارات وفُرص نجاح أخرى متنوعة, ولعلَّ آخرها فكرة إنشاء شركة (سناب) التي تعمل على تطوير طائرات (درون) لأغراض التصوير, بما يتماشى مع التصريحات (الأذكى) للسيد إيفان شبيغل الرئيس التنفيذي لسناب عندما قال أنَّهم في بداية الطريق, حتى يُبقي المُنافسين مُنشغلين على مسافة بعيدة في مواقع التواصل فقط (ذات العمر الافتراضي المحدود), لإيمانه حتماً بأنَّه سيأتي اليوم الذي ينصرف فيه الناس إلى تقنيات أخرى أكثر تطوراً -لاحظ أنَّ هذه الأفكار يُطلقها الرئيس التنفيذي الأصغر لشركة عالمية- بمعنى أنَّ المُستقبل مليء بالمُتغيرات على منصات التواصل الاجتماعي. هل يُمكننا القول أنَّ شركة (فيسبوك) المالكة لتطبيقي (أنستقرام، وواتس أب) سرقة فكرة (سناب شات)، عندما أتاحت تطبيقاتها ذات الفكرة (بتسجيل) مقاطع الفيديو القصيرة و(مُشاركة الآخرين)؟.. أم هل مقولة أنَّ (سناب شات) هي من دخلت على خط وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، واستفادت -من تجربة- من سبقوها من المنصات والوسائط؟.. تبدو المسألة مُعقدة مع تداخل الأفكار بين جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وتشابهها في الغرض وإن اختلف الماعون أو القالب الذي يُقدم المحتوى من خلاله, خصوصاً أنَّ (فيس بوك) عرضت شراء (سناب شات) مُقابل مليارات الدولارات وهو مالم يُوافَق عليه, ممَّا يدل على نجاح التطبيق يوماً بعد آخر.
لماذا وصفت تطبيق (سناب) بأنَّه الأذكى؟..
رويترز نشرت ذات مرة تقريراً عن قسم التطوير والابتكار في شركة سناب, والذي يعمل على مشروعات استثمارية سرية متنوعة (نظارات تصوير), (تقنيات ثلاثية الأبعاد), وأخيراً فكرة استحواذها على شركة (ليلي للروبوتات), كل هذا يُضاف إلى أنَّ (سناب شات) أكثر التطبيقات اليوم طلباً على مواقع التواصل الاجتماعي, والتطبيق الذي عمل بجدية على ابتكار نسخ جديدة مُتطوِّرة, خضع لها جميع المُشتركين كشرط لاستمرار الخدمة. جميع (ما سبق) مؤشر يتطلب منَّا إعادة التفكير بجدية في مُستقبل (وسائل التواصل الاجتماعي) مُجتمعة؟ وفهم مدى استمرارها كمنصات حال تقدم التقنية واكتشاف المزيد منها؟ وما هو ما سينعكس على أسلوب وطريقة التعامل معها واستخدامها.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،