عبد الله باخشوين
بعد أن تأكد لكل دول العالم الكبرى في الشرق والغرب.. أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو «رجل الشرق الأوسط الجديد» وقائده والعقل المفكر الذي يقوم برسم خطوط مستقبله.
وإذا كان «مصطلح» - «الشرق الأوسط الجديد» لدى بعض قادة «الحزب الجمهوري» الأمريكي يعني «المملكة العربية السعودية» كأساس جذري للتغيير.. فإن «اجتهاد» الديمقراطي «أوباما» سعى لتوسيع دائرة هذا المعنى في محاولة منه لتحقيق إنجاز «شخصي» يسجل لتاريخه كرئيس لأمريكا ونجح في «كوبا» بعد أن ارتكب «حماقات» كثيرة في التعامل مع الملف «النووي» الإيراني.. والعلاقة بالتيار الإسلامي المتطرف وكوريا الشمالية.. وقضايا الفوضى الدموية في «الربيع العربي».. وكثير من القضايا التي أراد من خلالها أن يبرز «كحمامة البيت الأبيض».. فإن نجاح الرئيس ترامب في الوصول للبيت الأبيض كرئيس لأعظم دولة في العالم جاء متوجاً بمسعى حثيث لإعادة الأمور لنصابها الصحيح بعيداً عن أوهام الأمجاد الشخصية لأوباما.. وبطريقة تكاد تكون «متزامنة» سطع «نجم» رجل الشرق الأوسط الجديد محمد بن سلمان.. لينهى حقبة شرق أوسطية حرجة.. ويؤسس على أنقاضها القاعدة الإستراتيجية الجديدة التي تستثمر سقوط المفاهيم السياسية التقليدية لتبني - عوضاً عنها - مستقبل شرق أوسط جديد.. يستلهم فكراً اقتصاياً جديداً.. في عالم دائم التغير والتطور.
محمد بن سلمان استلهم من الفكر الاقتصادي القواعد الأساسية التي تحقق - على المدى البعيد - فكرة الاندماج بالكامل في عصب اقتصاديات العالم الحديث.. وتخلق - في بداياتها - القاعدة التفاعلية مع متطلبات واحتياجات الإنسان العربي التي يمكن أن تضعه في برنامج التطور العالمي كعضو فاعل وشريك إستراتيجي.
من البديهي أن نقول إن مثل هذا الطموح يحتاج لخوض معركة شاملة ضد التطرف.. والتخلف.. والإرهاب.. وأن الوصول لتحقيق مثل هذه الشراكة الإستراتيجية يبدأ بضرورة كسر كل «الأقفال» و»السلاسل» التي تطوق وبإحكام «صندوقاً كبيراً جداً» اسمه المملكة العربية السعودية.. هذا الصندوق المحكم الإقفال.. كان يحرص من يريد أن يقوم بحمله على إعادته للقرون الوسطى محفوفاً بقصص وحكايات مستلهمة من موروث مغرق في القدم.. لن يصل بمن يحمله سوى لجاهلية جديدة غطاءها الدين الإسلامي الحنيف.
لذلك فإن أهم وأخطر مهمة ملقاة على عاتق محمد بن سلمان رجل «الشرق الأوسط الجديد» هي أن يقوم بفتح «الأقفال».. وسحب «السلاسل» المحيطة بصندوق «الجزيرة العربية» ليرى العالم.. كل العالم ما في داخل هذا «الصندوق» من ثروات تفوق الوصف.
وذلك ربما لأول مرة في تاريخ «الجزيرة العربية» منذ ظهور دعوة الدين الإسلامي على لسان النبي العربي محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام.. ذلك أن الدين الإسلامي الحنيف على يد أصحاب النبي الكرام.. ذهب إلى العالم.. وجاء بالمسلمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فروض الحج والعمرة أما بقية أنحاء الجزيرة العربية فقد ظلت معزولة ومجهولة من سكان الأرض قاطبة.. إن صح التعبير.
لذا قلنا إنها مهمة محمد بن سلمان في بلاد مترامية الأطراف ببحرها.. وصحرائها.. وجبالها ووديانها.. ولا يمكن تذليل الصعاب إلا بمحاولة تحقيق درجة الاستفادة القصوى من تقنيات العالم الحديث.. والدخول في شراكات إستراتيجية ومصالح متبادلة يتحقق من خلالها ذلك النوع من التفاعل الخلاق الذي يخرجنا من دائرة العزلة والانغلاق ويضعنا - إن لم نقل في قلب العالم - فليكن نصب عينيه ومحط اهتمامه.