صيغة الشمري
قبل عدة أيام قرأت خبراً يتحدث عن تأسيس مدرسة ترعى النابغين من طلاب المدارس، وهي فكرة جبارة دون أدنى شك، وسيكون لها نتائج كبيرة ومؤثرة في تأهيل أصحاب العقول العلمية من الأطفال والشباب الذين سيتمكنون من نقل المجتمع لمراحل متقدمة على المدى البعيد، مع ملاحظة عدم وضع مدرسين لا يملكون القدرة التعليمية الكافية لصنع علماء للمستقبل السعودي ومواكبة التغيير الجذري الذي تقوده قيادتنا الرشيدة لصنع وطن متحضر ومتقدم كما يليق بمكانتنا بين دول العالم الأخرى، وفي خضم جدية وزير التعليم وإصراره على النهضة بالتعليم لا بد من الاستماع لجميع الأصوات المنتمية للسلك التعليمي وبالذات أولئك الذين أثبتوا وجودهم ويعانون من التهميش ولم يجدوا أحداً يسمع صوتهم المخلص، ومن أهم تلك الأصوات المنادية بعودة هيبة المعلم التي فقدت بشكل كبير، فلا يعني مناداتنا بمنع الضرب في المدارس أن نرضى بترك الحبل على الغارب للتلاميذ ليغيب الجانب التربوي بشكل يدعو للقلق تسبب بشكل مباشر بزيادة عدد الطلاب المتنمرين نسبة بالسنوات القليلة الماضية، يجب إيقاف إحراج المعلمين الذين يجدون أنفسهم مرغمين على عدم الدخول بأي مشكلة مع أي طالب حتى لا يدخلون في نفق مظلم من المشكلات مع إدارة التعليم التي تحاول إرضاء أولياء أمور الطلاب على حساب العملية التعليمية والتربوية، يعاني الكثير من المعلمين من تزايد الطلاب المتنمرين الذين يعيقون سير العمل في كل مدرسة يوجدون بها، ومهما حاولنا تجميل الموضوع بوجود بعض القوانين ذات البريق إلا أنها ليست كافية لعودة هيبة المعلم، والأهم من كل هذا عودة الهيبة الحقيقية لمدير المدرسة في إعطائه كافة الصلاحيات التي تمكن من محاسبته فيما بعد عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في مدرسته، كما اقترح بوضع في كل جهة من جهات المدينة مدرسة تحوي جميع المراحل يتم نقل كل طالب متنمر إليها، بحيث تحري معلمين أكفاء وأخصائيين نفسانيين واجتماعيين ثقات يؤهلون الطلاب علمياً وأخلاقياً ليخرجوا منها أبناء صالحين يقدرون قيمة كل شيء ويحترمون أنفسهم قبل الآخرين، بعدها سيقل عدد سجناء الأحداث، وسننتج جيلاً لن تضطره البطالة للانحراف وسنجد من أبنائنا من يقبل أن يعمل في أي مهنة مقابل أن يكون عنصراً ناجحاً في مجتمعه، أخلاقيات التلاميذ وتخريجهم على خلق رفيع وحاضري الذهن تجاه مسؤوليتهم الاجتماعية أفضل بكثير من تخريج أجيال تعاني من نواقص أخلاقية أو تعليمة!