عبد الرحمن بن محمد السدحان
تمهيد:
أحتفظ بصور من لقاءاتي المنشورة في بعض وسائل الإعلام، والصحف منها خاصة، وأعتبرها أحياناً أوْفى لي من الصديق، وأحنّ عليّ من القريب، لأنها لا تسمح للزمن أن يصادُرها مني.. أو يفسدَ ودّاً. ولا أفتأ (أزُورها) بين الحين والآخر أستعيد في حضورها لذةَ انتفاضة الإحسَاس التي خرجت من رحمها ذات يوم، وبقيتْ جُزْءاً مني منذ ذلك اليوم، قَرُب أم بَعُد!
***
اليوم فضّلتُ أن أشرككم سادتي القراء الكرام في لذة حضور الذاكرة، فأعرض (مختارات من (قراءات) سابقة، فيها شيٌء من التأمل لأمُورٍ كانت، وأخرى بارَ عليها الزمن، فتوارت عن الذكر والذكرى أو كادت! لكن ولاءها لي لم يتَوارَ وما وَهَن!
***
وقد اخترتُ هذه الباقةَ من قطرات القول بعد تصفُّح لقاءٍ لي موسّع وقديم مع مجلة (سبق) (الإلكترونية).. عسَى أن تجدوا فيها أو في بعضها ما ينعش الإحساسَ، ويُطفئُ ظلمة الوجْدان. ولكلِّ منكم التحية والتقدير!
***
1) قالوا: عاصرتَ بداياتِ التنمية في المملكة، وما برحت عجلتها تدور. ما الذي تغيّر في البلد؟!
بدءاً لابد من التسليم أن بلادنا الغالية تشهد الآن انتفاضة تنموية مباركة رسم رؤيتها الطموحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، ويقود دفّتَها شبلُه الشجاع وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وهي جملة وتفْصِيلاً تَعِدُ بخير عميم للبلد وأهله، بإذن الله. وبوجه عام لي مع التنمية في بلادي الغالية أكثر من حكاية.. فقد شهدتُ جزءاً من البدايات لاختراق حواجز التخلف على أكثر من صعيد، أشدُّها حضوراً في الذهن معركة التربية والتعليم بدْءاً من (لوح الخشب) وانتهاءً بلوح (الآي باد)! ومثل ذلك معركة المواصلات، بدْءاً من الدوابِّ.. وانتهاءً بعابرات القارات! وقسْ على ذلك ملحمة الاتصالات، بدءاً بطيّب الذكر الهاتف (أبو هندل) وصولاً إلى (البلاك بيري) و (الإنترنت) وما في حكمهما! والسنوات القادمة حُبلى بكل جديد ومفيد بإذن الله.
كل هذه التطورات وسواها شكّلتْ تحوَّلاً يُذكر ولا يُنكر في نسيج حياتنا، وما برحت تَعِدُ بالمزيد الذي نحلم به لحاقاً بالعالم الأول الذي حدّثَنا عنه ذاتَ يوم أميرُ الوجْدان خالد الفيصل!
***
2) قالوا: متى تستخدم (العين الحمراء) في العمل؟
قلت: متى انتفَى البديلُ الناجح لها لعلاج موقف ما!
***
3) قالوا: هل كانت الحياة عادلةً معك؟
قلت: كل شيء قَدَّره الله لي منذ الطفولة حتى يومنا هذا فهو خير، بعُسْره ويُسْره! وليس لي بعد هذا المشوار الطويل من العمر إلاّ أن أحمدَ الله على كلّ ما كان! والحصيفُ من الناس، والشباب خاصة، من يجعل الإيمان بالله مطيّتَه التي لا يغادرها، ثم التفاؤل والصبر والدعاء حتى يأذن الله بما يريد، متذكراً في هذا الصوب قول الشاعر العربي:
ما كل ما يتمنَّى المرءُ يدركُه
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
***
4) قالوا: كتابك (قطرات من سحائب الذكرى.. هل يمكن اعتباره (سيرة ذاتية موضوعية)؟
فقلت: وُجِدَ كتابي في الأصل ليَرويَ فصولاً من سيرة الذات أو هكذا أردْتُها أن تكون، رغم أنها طرحت في بعض جوانبها عرضاً وصفياً لبعض مظاهر الموروث المعيشي القديم في أبها بيئة النشأة الطفولية، أمّا أنها موضوعيةٌ فاسأل من قرأها، لأن الإدْلاء بشَهادتي هنا أمر قد يضير بنزاهة قلم صاحبها!
***
س5) متى تكتب؟ سؤال يتردد صداه على سمعي حيناً بعد آخر، فأقول:
- ليس بيني وبين (الكتابة) عقد ينظم علاقتي بها.
فهي تزورني غالباً متى شاءتْ هي لا متى شئتُ!
وشمسُها ترحَلُ عني متى شَاءت لا حين أشاء!
وهي تمنحني بحضورها قدراً وقدرةً على التعبير عما تستقرئه في خاطري من فرح الدنيا وترحها.
وهي (تقرأُ) وساوسَ النفس الشفّافةَ، فتمنحها مدىً من التعبير يلائمها
وهي تترجمُ عَبرَاتي وابتسَاماتي متى حَلّ بساحتي الحزن أو أشرق في سمائي نجم الفرح!