يوسف المحيميد
مع كل ما تحمله زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة من أهمية كبيرة، ومع كثير من الاتفاقيات الموقعة والمهمة للغاية، في سبيل تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويعه، كاتفاقية أكبر مشروع للطاقة الشمسية، وما يلبيه من الطلب المتزايد على الطاقة محلياً، إضافة إلى تحقيق التنمية المستدامة، وما يحقق من تنويع اقتصادي، فضلاً عما يوفره من وظائف جديدة لجيل قادم بقوة من الشابات والشباب السعوديين.
ورغم كل ذلك الاهتمام الإعلامي الكبير لهذه الزيارة، والخطوات السعودية الخاطفة، يبقى القرار التاريخي بضم جميع المبتعثين على حسابهم الشخصي إلى المبتعثين على حساب الدولة، من أبرز القرارات التي تستثمر في الإنسان أولا، لأنه يمنح الدعم لكفاءات قد تكون متميزة، لكن لم يحالفها الحظ بالانضمام للبعثات، وفي ذلك دافع لهم للاستمرار في الدراسة بهدوء وطمأنينة، وتحقيق أحلامهم وحلم الوطن الكبير بعودتهم، ومشاركتهم في التنمية. لكن النقطة المهمة التي يجب التعامل معها بجدية هي ضرورة جعل الابتعاث حق أصيل للمتفوقين والجادين فقط في مختلف المجالات المعرفية، لأن وجود عينات غير جادة، وغير منضبطة من المبتعثين، يسيء لزملائهم الجادين من جهة، ومن جهة أخرى تذهب فرصة ثمينة للابتعاث إلى من لا يستحق، وهذا ظلم وهدر في غير محله.
إن هذه الخطوة التشجيعية، والفرص الممنوحة للشباب الدارسين على حسابهم الشخصي في مختلف دول العالم، ومنح ألفي دولار لكل مبتعث سعودي، هو أمر إيجابي ومهم، وشعور رائع من القيادة بهموم المبتعثين وتلمس لحاجاتهم، ويبقى على هؤلاء الشباب والشابات أن يكونوا في مستوى الثقة والمسؤولية تجاه قيادتهم ووطنهم، وقبل ذلك تجاه أهاليهم الذين منحوهم الدعم والاهتمام، من أجل تحقيق ذواتهم.