د.ثريا العريض
الأسبوع الماضي كنت في الكويت في مهرجان ربيع الشعر الحادي عشر الذي تقيمه مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية. وشرفتني في هذه الدورة بأن تطلق عليها اسمي واسم الدكتورة سعاد الصباح. وهي المرة الأولى التي يختار للتكريم شاعرة بل شاعرتين.
سعدت جدا بالحضور الكثيف والراقي للمدعوين والمدعوات وسائر الحضور المهتمين بالشعر, وبالحوار الذي تم حوله في الجلسات الجانبية والندوات النقدية ضمن البرنامج, حول قضايا الإبداع والنقد ومستجدات الساحة. كما استمتعنا بمحتوى الأمسيات الشعرية التي شارك فيها الفائزون والفائزات بجوائز المسابقة لأفضل ديوان وأفضل قصيدة وأفضل مجمل أعمال شعرية ونقدية. وسعدنا جميعا بحسن الاستقبال والضيافة والتنظيم الجميل.
شخصيا أعجبت بما شاهدت في جولتنا بجوانب مركز المؤسسة الواسع الأرجاء, وما تلقيناه من شرح عن نشاطاتها المتخصصة, بما في ذلك مكتبتها الممتدة على بضع طوابق كلها تفيض بالمطبوعات الشعرية القديمة والحديثة. وأيضا المخطوطات الثمينة التي جمعت بجهود حثيثة وتكلفة عالية من شتى أصقاع العالم. وللشاعر النبيل عبد العزيز البابطين كل التقدير والشكر.
الندوة المخصصة للحوار حول شعري أدارتها د. نسيمة الغيث من جامعة الكويت باقتدار. وقدمت ابنتي د. مي الدباغ من جامعة نيويورك كلمة حميمية حول تجربتها معي في طفولتها بالظهران, وكيف تعرفت على ما يدور في الساحة الثقافية السعودية عبر قراءة مقالاتي اليومية لي قبل أن أرسلها بالفاكس إلى الجريدة, واستنتجت من اهتمامي بمشاعر المرأة والتعبير عنها أن الكتابة تمثل فعلا تستعيد به المرأة كينونتها كفرد غير مضاف لغيره. كما قدمت د. ميساء الخواجة من جامعة الملك سعود دراسة نقدية جادة حول الرمزية في قصائد الديوانين «أين اتجاه الشجر؟» و»امرأة دون اسم!», نالت إعجاب الحاضرين, وتناولت فيها جوانب عدة منها صيغة الأسئلة وثيمتا الصمت والصوت السلبي والإيجابي, وتخير الرموز التراثية العربية والعالمية . كذلك بتكليف من مؤسسة البابطين تولت د. أحلام الحميد من جامعة الأميرة نورة تأليف كتاب نقدي عن شعري سعدت بما احتوى من عمق وثراء في التناول وشمولية الاستشهاد بالكثير من القصائد.
وأشارككم بعض ما جاء في الكلمة التي ألقيتها في الندوة:
«.. أما عني وعن الشعر فقد ولدت شاعرة في بيت شاعر أديب مثقف ودبلوماسي, فنالني من كل سماته شيء. عشقت الرسم والكلمات والرياضيات ورأيت الأرقام والحروف أثرى مادة خام ألهو بها وتلهو بي.
أعجز عن أن أحصر الشعر في تعريف غير ذاك المختصر المفيد: الشعر هو الرسم بالكلمات ليخلد شعوراً ما. وله رتم داخلي يرتبط بذلك الشعور وينقله لمن يسمعه.
أنا ابنة سواحل الخليج ورمله, ووريثة ديلمون, ولذا لشعري نكهة الزمان وتجسيد المكان...»
وأكمل معكم في حوارنا القادم.