محمد آل الشيخ
أنا من أشد المعجبين بالأمير محمد بن سلمان، ومنبهر بإنجازاته، وأفاخر به، وأعتقد أنه غيّر كثيرا في الصورة النمطية للزعيم العربي، المتردد في حديثه، وغير الواثق من نفسه، فهو يعرف ما يقول، ومتى يقول، ويعمل ما يقول، مع همة لا يعتريها الكسل ولا التردد ولا النزوع إلى الراحة والكسل، فضلا عن امتلاكه شخصية قوية، وحضور متميز، ولغة جميلة، وكاريزما آسرة؛ ومن فرط إعجابي بهذا الشاب الذي ظهر على مسرح الأحداث بشكل مفاجئ، أتمنى أن يدور الدنيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها الى جنوبها، ليرى العالم في الخارج هذا الشاب السعودي غير التقليدي، الذي ليس لدي أدنى شك أن مشاريعه الحضارية ستمتد إلى كل الدول العربية والإسلامية، وليس بلادنا فحسب.
وفي تقديري أن أهم ما يتميز به هذا القائد الرائد الفذ هي الشجاعة والإقدام، والطموح الذي يلامس عنان السحاب؛ فقبل أن يعرف السعوديون محمد بن سلمان، كان يكتنفهم كثير من الأوهام التي كانت بمثابة التابو دونما سبب، فقام بإلغاء كثير منها، كنا نظن ألا أحد (يجرؤ) على الاقتراب منها والمساس بها، فضلا عن أن يحطمها بمعول يُحيل من يقع عليه إلى هشيم كأن لم يكن؛ كنا نظن بعضها (ثوابت)، وإذا بها (أوهام)؛ وكان كثير من الإنتهازيين والأفاكين والمحتالين، ومن يتقنون الصيد في الماء العكر، يعدون أنفسهم من علية القوم وخاصة الخاصة، وأنهم لا يُسألون عما يفعلون، وكنا حينها نعرفهم على حقيقتهم، وأنهم (كذبة) مفبركة راجت بين الناس ولا سبيل لمواجهتها، وتفنيد ادعاءتها، والتعامل معها بعقلانية، لأنهم يملكون من القوة والنفوذ وربما الشعبوية، ما يجعل من يقول لهم مجرد (لا) قد حكم على نفسه بالخروج عن المألوف الذي تحميه العادات والتقاليد الموروثة، حيث كان بعضها بمثابة الصنم الذي يقدسه الحمقى والمغفلون، فلما اقتحم هذا الشاب الشجاع واقعنا المهترئ، انقشعت فجأة تلك الغمامة السوداء الكئيبة، واتضحت الرؤية، وسقطت كثيرا من الاقنعة و القناعات التي لم يكن يسندها إلا استغلال (الانتهازيين)، الذين يجدون في تضليل الشعوب، وإشاعة الخرافات والأساطير، البيئة المثالية التي بإمكانها أن تحول الحجر إلى ذهب، والزجاج إلى ألماس.
نحن - أيها السادة - نعيش فترة تاريخية نادرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنا على يقين لا يخالجه شك، أن السرعة الفائقة التي تسير بها التنمية في الوطن الآن من شأنها أن تجعلنا نلحق بقاطرة الدول المتفوقة، والأهم أن (نُطبّع) مع العالم المتحضر، ونصبح مثل خلق الله، ونلغي تلك الكذبة الصحوية التي رسخت كثيرا من المفاهيم الخاطئة وغير العقلانية، والتي كانوا يسمونها (الخصوصية السعودية)، وكأننا مخلوقات فضائية نزلت ذات يوم من المريخ، ولها خاصية تختلف عن بقية شعوب العالم.
فليقل أعداء الوطن ما يقولون : مطبل، منافق، مرتشي، كل ما أنا أعتقده وعلى يقين منه أن محمد بن سلمان هبة من الله، وقبله كاد أن يلفنا اليأس بأنه لن يأتي، على الأقل في أعمارنا.
إلى اللقاء