خالد بن حمد المالك
من بين أبرز ما أنجزه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية التوصل إلى مذكرة تفاهم مع السيد ماسايوشي سوف رئيس مجلس إدارة صندوق رؤية سوفت بنك لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030 والتي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية، وفي التفاصيل أن هذه الاتفاقية التي وقعها الأمير محمد والسيد ماسايوشي سوف تشكل إطاراً جديداً لتطوير قطاع الطاقة الشمسية في المملكة، وبموجبها سيتم تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية، وهي مكملة لما سبق أن تم التوقيع عليه من قبل، وبموجب هذا الاتفاق يلتزم الطرفان باستكشاف تصنيع وتطوير أنظمة تخزين الطاقة في المملكة تسمح بتسويقها محلياً وعالمياً.
* *
وهناك التزام من الطرفين بموجب هذه الاتفاقية بإنتاج الألواح الشمسية، بالإضافة إلى استكشاف الفرص المتعلقة بتأسيس صناعات في مجال منظومة توليد الطاقة وبطارياتها في المملكة، والتي من شأنها أن تساعد على دمج تنويع القطاعات، وخلق فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة، وكذلك ستساعد في توفير النفط في إنتاج الطاقة بالمملكة، وستساهم في توفير100 ألف وظيفة بالمملكة، وزيادة الناتج المحلي بما يقدر باثني عشر مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى توفير ما يقدر بأربعين مليار دولار أمريكي سنوياً.
* *
هذا بعض ما تم الإعلان عنه إثر التوقيع على مذكرة التفاهم بين المملكة وأمريكا، وجاءت التحليلات والقراءات بمجرد الإعلان عن مذكرة التفاهم متسارعة، إذ أشير إلى أن هذا المشروع يعد الأضخم في العالم، وأن مساحة الألواح الشمسية للمشروع أكبر من مساحة طوكيو، ومن ضخامة هذه الألواح يمكن رؤيتها من الفضاء، وأشار المحللون إلى أن سلاسل الإمداد للمواد الخام مثل النحاس والسليكا والأسلاك المعدنية كلها متاحة بالمملكة، كما توجد بالمملكة الشركات المنتجة لهذه المواد، بالإضافة إلى توفر الطاقة الشمسية والطلب عليها، وهذا سيساعد المملكة للسيطرة على إنتاج الطاقة الشمسية في العالم.
* *
هناك إشارة مهمة تحدث عنها المختصون، وأعني بها أن اكتشاف الغاز بالبحر الأحمر سوف يعطي قيمة نوعية مضافة لسلاسل الإمداد لصهر السليكا الداخلة في إنتاج الألواح الشمسية لهذا المشروع المهم، أي أننا أمام مشروع عملاق يذكرنا باكتشاف النفط في المملكة، والتحول الكبير الذي صاحبه، بما يمكن القول إن تطور المملكة ووصولها إلى هذا المستوى من التقدم ما كان ليكون لولا إيرادات النفط وتوظيفها في خدمة التنمية التي غيرت وجه البلاد، وجعلت المملكة تضاهي الدول المتقدمة في التغيير الذي حدث خلال الخمسين عاماً الماضية.
* *
هذه بعض المعلومات والقراءات عن هذا المشروع العملاق، فما أن وقع الطرفان على مذكرة التفاهم، حتى تصدر المشروع وسائل الإعلام العالمية، وتسارع المحللون إلى تقديم قراءات مكثفة وعلمية عنه، أشرت في هذا المقال إلى بعض منها، وبالتأكيد فإن إغفال إقامة مثل هذا المشروع، أو التأخر في إنجازه يفوت فرصاً مهمة على المملكة، ولهذا جاءت رؤية 2030 واهتمام الأمير محمد بن سلمان لتبني هذا التوجه في ولادة مشروع في بيئة تتوافر فيها كل متطلبات نجاح المشروع، مع وجود خبرة أمريكية عالية المستوى والإمكانات لإنجاحه وتوفير فرص تسويقه عالمياً.
- يتبع -