(1) مَا الَّذِيْ أشْعَلَ قِنْدِيلَ حُزْنِي/ هَذِهِ (الحَــزَّةَ)
مِنْ عُمْرِ الفَتَى (الْ) كُنْتُهُ ذَاتَ مساء؟!
# # #
(2) كَانَ ذَاكَ الفَتَى يُورِقُ بِالصَّحْوِ/ وَيَقْتَاتُ
الأَغَانِي الْعِذَابَ/ وَيَسْتَمْرِئُ الفَرَحَ المُشْرَئِبَّ
إلى سَمَاوَاتِهِ/ يَنْهَلُ مِنْ كَوْثَرِهِ/ يَعْزِفُ لَحْنَ
السَّامِرِيِّ/ وَيُغَنِّي (لَيْلَ دَانْ)!!
# # #
(3) كَانَ ذَاكَ الفَتَى مُوْلَعٌ بِالقَصَائِدِ/ يَسْتَشْرِفُ
القَادِمَ بِالفَأْلِ/ يَمْنَحُ الأرْضَ خُصُوبَتَها/
يَقْبِسُ نُورَ مِشْكَاتِهِ مِنْ شُمُوسٍ لا تُرَى/ وَنُجُومٍ
تَسَامَتْ إلى الضَّوْءِ تَوَّاً/ وَعَابِرَةٍ مِنْ
سَحَابٍ هَتُون!!
# # #
(4) صَارَ هَذَا الفَتَى مُجْدِبٌ حَقْلَهُ/ تَتَنَامَى
البَرَاغِيْثُ مِنْ لَحْمِهِ/ يُوشِكُ الحُزْنُ أَنْ يَصْنَعَ
مِنْهُ مَدَىً شَاحِباً/ ولَيَالٍ ذَاتِ أقْمَارٍ
كِسَافٍ/ وَشُمُوسٍ لا تَبِيْن!!
# # #
(5) عَاشَ فِي لَيْلَكِ الحُزْنِ مُنْتَبَذاً/ لاَ يَرَى
غَيْرَ ظَلاَمٍ حَالِكٍ/ وَفَضَاءٍ مِنَ الْعِهْنِ مَنْفُوشٍ/
وَبِحَارٍ من دَمٍ قَانٍ تَجَلَّطَ فِي الشَّرايِين!!
لَمْ يَعُدْ يُدْرِكُ أَيَّ صَبَاحٍ مُشْرِقٍ/ أَوْ لَيَالٍ
ذَاتِ أَقْمَارٍ تُضَيِءُ المَفَاوِزَ/ أَدْرَكَهُ التِّيْهُ/
وَالْهَمُّ/ وَالحَشْرَجَاتُ...
تَيَبَّسَ حَتَّى كَأَنْ صُلْبَهُ صَارَ عُوْدَاً...
حَدِيْدَاً تَصَدَّأَ...
خَشَبَاً أَوْ حَطَبْ!!
مَا عَادَ يُدْرِكُ كُنْهَ التَّعَبْ..
وَمَا عَادَ ذَاكَ الفَتَى (ال) كَانَهُ..
مُشْرَئِبّاً إلَى الْجَنَّةِ/ يَحْمِلُ سَيْفَاً مِنْ ذَهَبْ!!
# # #
(6) كَانَ الفَتَى (ال) كُنْتَهُ...
كَانَ...
وَكَانَ..
وَكَانْ..
وَهَا إنَّهُ عَادَ مُرْتَحِلاً =
وَحْيُهُ بَعْضَ
حُرُوفٍ عِجَافٍ، قَصَائِدُهُ تَذْوِيْ بِهَا الصَّافِنَاتُ،
وَالقَوَافِي مَرَاجِلُ مُشْعَلاَتٍ عَلَى أُثْقَيَاتٍ
مِنَ الْصُّوَّانِ..
قُلْ إنَّهَا النَّارُ...
إنَّهَا النُّورُ...
إنَّهَا النِّيِرَانُ...
إنَّهَا... إنَّهَا... إنَّهَا:
أَيُّ شَيْءٍ..
كُلُّ شَيْءٍ...
عَدَا أَنْ تَكُونَ كَأَجْنِحَةِ الطَّيْرِ...
تَمْخُرُ هَذَا الفَضَاءْ!!
# # #
(7) وَهَذَا أَنَا الآنَ/ أُطْفِئُ مِشْكَاةَ
حُزْنِي/ أُيَمِّمُ شَطْرَ النُّبُوءَاتِ/ لَعَلَّ
الْفَتَى (الْ) كُنْتُهُ ذَاتَ مَسَاءٍ/ يُورِقُ
بِالْشَّفَقِ الزَّاهِي/ وَيَنْتَعِلُ المُمْكِنَاتِ/ يَحْرُثُ
أَرْضَ القَصَائِدِ/ يَبْذُرُ فِيْهَا الجَمَالَ/
وَيَسْتَشْرِفُ الآتِي عَلَى أَمَلٍ من حِرَاكْ!!!
جدة 8-13/4/1439هـ
مساء الأول من يناير 2018م
- شعر/ د. يوسف حسن العارف