أتى عاجلاً يطوي السُّهولَ كعاصفِ
فقرَّ كأزهى بسمةٍ من مراشفي
ولمَّا ذرعتُ الوقتَ بادهَ فريةً
فلم يكُ إلاَّ باطلاً من تجانفِ
أثار حزازاتي وأدمى تعشُّمي
وعاركَ مذموماً جميعَ العواطف
خجلتُ لهمْ كيف استطاعوا سذاجةً
إقالةُ موصوفٍ بإقصاءِ واصف؟
خجلتُ لهم والانتماءُ يقول لي
أجلُّك من عادوكَ خانوا تآلفِي
يبارون بالأهواءِ كلَّ فضيلةٍ
ليلقى بهم من حادَ عزَّ التَّلاطُفِ
فهمْ لذوي القربى جفاءٌ، يحوكهم
لئيمٌ .. يصافي كلَّ بوٍّ مُخالف
تعجَّبـْتُ كيف الحبُّ يَبْسِطُ كفَّهُ
فيشكو ضِراراً منهمُ من جوائف!
لماذا تجنُّوا فاستصاغوا تحايلاً
بإبطالهم حقَّاً مُبيناً بزائف!
أمِنْ عزَّةِ الأحرارِ جفَّتْ عروقُهمْ
لتُضْنى - بهم- خيلُ الكرام بجارف؟
كأنَّ حياةَ الخير فيهمْ سجينةٌ
فإنْ لاح شرٌّ أُفْرِجَتْ للتَّحالف!
أليس - هنا - قد ذاع- للحقّ منطقٌ
و خابَ ذوو جهلٍ بإشراق عارف؟
أسِفتُ لهمْ حتى صفاقةِ [دالِهمْ]
تدنَّتْ فلم تصعدْ مروءةَ آسف!
عروبتُهم أضحتْ هباءً وفخرُهمْ
يعاني ظلاماً من غشوم وهارف
فليس دماءُ القصدِ تنبضُ من دمي
وما عادَ من أهواه يسمع هاتفي
تأبَّطْتُ آمالي فقاسيتُ غدرَهمْ
تجبَّرَ آلامٍ بطعْناتِ واجف
وللفتنةِ الحسناءِ حسٌّ يُثيرني
إذا زنتُ ظنَّي لمْ يجمِّلْ مواقفي
فلو لهمُ قولٌ بكلِّ شؤونِها
لَصُنِّفَ منهمْ بالهوى كلُّ صائف
وكان لِذي زيغٍ مقامٌ مُعزَّزٌ
ليشهدَ أهلُ الخيرِ كلَّ المخاوف
مكانةُ ما أهوى تُلَطِّفُ غضبتي
وآرابُ من جاروا تصوغ قذائفي
يعاركُ بعضي بعضَه دون رأفةٍ
ويرْجِعُ بعضي بعضَه غيرَ راجفِ
فيمطِرُني حبُّ الوفاءِ سحابةً
ليُثمِرَ ما جاحوا بأحلى مقاطف
[بلادي وإنْ جارتْ علي عزيزةٌ
وأهلي ].. وإن جاروا عليَّ [ولائفي]
لناسيَ في نفسي مكانٌ وموطني..
فلن يستطيعَ الحقدُ إقصاءَ سالفي
يظلُّ صفاءُ الماءِ في نبْعِه.. ولو
تعكَّرَ حقداً من فضولِ المصارف
- شعر: منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com
5/6/1439هــ